صراحة نيوز- د.عديل الشرمان
إلى أين أنتم ذاهبون؟ هَلْ أصابكم الجنون، هل أنتم سُكارى، هل أنتم واعين لأفعالكم وأقوالكم، هل نسيتم كيف جئتم إلى هذا البلد، وما حلّ بكم، وكيف أصبحنا بنعمته إخوانا، كيف سمحتم أو رضيتم لأنفسكم أن تشاركوا المتربصين بهذا الوطن في العزف على أوتار الفوضى المأجورة، وماذا ران عَلى قلوبكم، كيف سمحتم لأنفسكم أن تنهشوا اليد التي امتدت إليكم، هل أنتم مغفلون أم مستغفلون، ما الذي تسعون إلى تحقيقه، وما الذي تريدون أن تصلوا إليه؟!
هل تعتقدون بأنهُ من الممكن أن تنجحوا بتسلق القمم من خلال أكوام القمامة، أما تعلمون أنكم أصبحتم أضحوكة بأياد ملاليكم أو مموليكم، وانكشفت نواياكم.
كيف سمحتم لأنفسكم أن تفكروا في الحاق الضرر بأمن وطن جمعنا كأسرة واحدة، ونحن فيه في الهم سواء، وهل تضمرون سوءًا في سعيكم للبيت الذي آواكم، وأطعمكم من جوع، وآمنكم من خوف؟!
الفوضى ليست شجاعة، والتخريب ليس رجولة، وإيذاء الآخرين ليس بطولة، وقطع الطرق ليس له محل في قاموس النخوة والشهامة والكرامة، وجميعها وسائل انفعاليّة وفوضوية للتعبير عن الرأي، وهي نقيض الرقي ومبعث على تدني الفكر والثقافة، ولا يفهم منها إلا كونها تحمل نوابا خبيثة، ولا تدخل في النواميس أو القواميس الناظمة للعدالة والديمقراطية، ولا تعدو كونها عبثية صبية وانفعالات شبابية معها تضيع الحقوق وتختل مشروعية المطالب، وتتبعثر الجهود وتتشتت، ويضعف التركيز على القضايا المحورية.
أفعالكم مشينة، وهي موضع استنكار وشجب، وهي مَرفوضة ومنبوذة في كل الشرائع والأديان السماويّة والأرضية، حتى في شريعة الغاب.