دراسة تنبه إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا لذاكرة الطلاب

3 د للقراءة
3 د للقراءة
دراسة تنبه إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا لذاكرة الطلاب

أظهرت دراسة جديدة أن استخدام الطلاب لروبوت ChatGPT بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتراجع في التحصيل الدراسي. وجاءت هذه النتائج كجزء من دراسة بحثية استعرضت التأثير السريع الذي يمكن أن يحدثه استخدام النماذج اللغوية الكبيرة، مثل نموذج (GPT)، في السياق التعليمي.

ووفقًا للدراسة التي نُشرت في المجلة الدولية لتكنولوجيا التعليم، فإن الباحثين قاموا بإجراء استطلاع لآراء المئات من طلاب الجامعات، بداية من الطلاب الجامعيين إلى طلاب الدكتوراه، على مرحلتين مختلفتين، باستخدام تقييمات ذاتية من الطلاب.

وتأتي هذه الدراسة استجابةً للنمو الكبير في توظيف تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئات التعليم، والقلق المتزايد من قبل المعلمين بشأن سوء استخدامها، خاصة فيما يتعلق بالنزاهة الأكاديمية. ورغم قدرتها على المساعدة في التعلم والبحث، إلا أن الدراسات السابقة لم تُلقِ الضوء بشكل كافٍ على البيانات التجريبية التي تدعم هذه الادعاءات النظرية.

أوضح الدكتور محمد عباس، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ في الجامعة الوطنية للحاسوب والعلوم الناشئة في باكستان، سبب اهتمامه بهذا الموضوع قائلاً: “لاحظت على مدار العام الماضي اعتماد طلابي المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تنفيذ المهام والمشاريع المختلفة التي كلفتهم بها، مما دفعني للتعمق أكثر في فهم الأسباب الكامنة وراء استخدامهم لهذه الأدوات، وكذلك عواقب هذا الاستخدام”.

وتمت دراسة العلاقة بين الاستخدام المفرط لروبوت ChatGPT وتراجع التحصيل الدراسي لدى الطلاب على مرحلتين. في المرحلة الأولى، جمع الباحثون إجابات من 165 طالبًا باستخدام مقياس يتألف من 8 درجات لتقييم مدى اعتمادهم على ChatGPT. في المقابل، جرت المرحلة الثانية على 500 طالب، حيث أُجريت مقابلات متكررة خلال فترة زمنية تراوحت بين أسبوع وأسبوعين.

وكشف الباحثون أن الطلاب يستخدمون ChatGPT بكثافة عندما يكونون تحت ضغط العمل الأكاديمي والوقت، ما يؤدي إلى الكسل وضعف الذاكرة وتراجع الدرجات بشكل ملحوظ.

تشير نتائج الدراسة إلى أن الاستخدام المفرط لـ ChatGPT يؤدي إلى تراجع الجهود الإدراكية للطلاب خلال أداء فروضهم الدراسية، نظرًا لقدرة الروبوت على تقديم استجابات سريعة دون مراعاة جودتها.

وعلى عكس التوقعات، أظهرت الدراسة أن الطلاب الذين يرغبون في الحفاظ على مستواهم الدراسي لا يميلون إلى استخدام ChatGPT في أداء فروضهم الدراسية، خوفًا من اكتشاف أمرهم.

وأوصى الباحثون بضرورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحذر وباعتدال في الأغراض التعليمية، مؤكدين أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية على قدرات الطلاب.

تعتبر هذه الدراسة خطوة أولى نحو فهم تأثيرات استخدام ChatGPT على نتائج تعلم الطلاب وصحتهم، وتدعو لمزيد من الأبحاث لفهم مدى تأثير الاعتماد على هذه الأدوات في المهارات المعرفية والصحة العقلية وتجارب التعلم الشاملة.

وختم الدكتور عباس بالقول: “تتضمن أهدافي الطويلة المدى توسيع هذا النوع من البحث لمواصلة الاستكشاف من خلال طرق أخرى، مثل التجارب، لفهم تأثير الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي التوليدي في نتائج الطلاب”.

Share This Article