صراحة نيوز _كتبت ملك سويدان
مازلنا بأشهر الأولى من هذا العام الذي لم ينتصف بعد، فهل ستكون سنة 2024 مليئة بالدمار أم السلام؟ بالشقاء أم السعادة؟ أم خليط عجيب من هذه التناقضات؟
هذا العالم بحضارته الزائفة، بقدر ما جاءت لنا بأسباب الراحة، على قدر ما تفننت بأسباب الشقاء.
مفهوم الحضارة اختلف ونسى الإنسان إنسانيته وأصبح يفكر بمصالحه الشخصية فحسب وكيف يستبدل سيارته الصغيرة بواحدة أكبر وأكثر رفاهية، وفي ذات الوقت تصم قلوبنا عن نداء الجياع، بينما عمي القلوب والضمائر يلقون بأطنان من محاصيل القمح والتفاح في البحر، قادره على إشباع تلك الأفواه الجائعة.
أوطان عربية ينتهك ترابها، يباع عرضها، تدنس مساجدها، وصراخ النساء الفلسطينيات المغتصبات يصعد إلى عنان السماء، لكن الصمم داء أصاب آذاننا فلا مجيب ولا مغير، والمعتصم واراه التراب ولم يعد بمقدوره الإغاثة.
مجازر جماعية يقتل فيها البشر ببشاعة ووحشية، يذبحون فيها بقسوة غريبة دون وازع ولا رادع من قلوب تكلست ونفوس تصلدت.
غازات سامة وإشعاعات قاتلة، نتاج العلم وتقدمه تفتكان بآلاف الضحايا، والعلماء يتنافسون على اختراع قنبلة أشد فتكا. ا
لعقل البشري العظيم ضاعت مبادئه، وليت علماء هذه الحضارات المزعومة وحدوا جهودهم وإمكاناتهم العظيمة لمحاربة الأمراض وتخفيف الآلام.
نفوس سقيمة تتاجر بالأطفال كسلع رخيصة، مستغلين فقرهم وضعفهم وقلة حيلتهم، ماذا أعطت الحضارة لهؤلاء المساكين؟
عصارات الحضارة اليوم
عالم يُحكَم بشريعة الغاب، ظالم يبدع ويبتكر ليظلم أكثر، ظلم بأثواب متعددة وألوان، وحق هزيل خانع ضائع.