مع اقتراب موسم العيد وموائده الزاخرة بالأطعمة، يتزايد القلق من خطر التسمم الغذائي نتيجة لتناول الطعام بكثرة وتلوثه في بعض الأحيان، خاصة مع اعتماد الكثيرين على الوجبات الجاهزة وتناول الطعام خارج المنزل.
لذا، ما هي النصائح التي تساعدنا على تجنب التسمم الغذائي والحفاظ على صحتنا خلال فترة العيد؟
يشرح الدكتور عبد الرحمن المعاني، الخبير في طب المجتمع والإدارة الصحية والأمين العام السابق لوزارة الصحة الأردنية، أن عودة الصائمين إلى نظامهم الغذائي اليومي بعد انتهاء شهر رمضان يتطلب مرحلة انتقالية تساعد الجهاز الهضمي على التكيف بشكل سليم، وتجنب الصعوبات في الهضم أو التعرض للتسمم خلال أيام العيد.
تسمم الغذاء: الأسباب والأعراض
يُشير الدكتور المعاني إلى أن تسمم الغذاء يعزى في الغالب إلى تلوث الطعام بالجراثيم، البكتيريا، والفيروسات، وأحيانًا الطفيليات، حيث تنتشر هذه الكائنات الدقيقة غالبًا في اللحوم، البيض، ومنتجات الألبان.
ويوضح أن أعراض التسمم الغذائي تشمل القيء والإسهال، حيث تختلف حدتهما وفقًا لشدة التسمم. ويُلاحَظ أيضًا الجفاف عند استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أيام، قد تترافق معه ارتفاع في درجة الحرارة، وآلام في البطن، وصداع.
يشير إلى أن من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن التسمم الغذائي وتستمر لعدة أيام: القصور الكلوي، والتهاب المفاصل المزمن، والتهاب السحايا.
وينبه الدكتور المعاني إلى أن المعرضين لأكبر خطر من نتائج التسمم الغذائي الخطيرة هم كبار السن والأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
هل يمكن معالجة التسمم الغذائي في المنزل؟
يقول الدكتور المعاني إن غالبية حالات التسمم الغذائي التي تحدث خلال فترة العيد يمكن علاجها في المنزل، بعد استشارة الطبيب، حيث تختفي الأعراض عادة خلال مدة تتراوح بين 3 أيام.
بعض النصائح لعلاج التسمم الغذائي تشمل:
– منح المعدة بعض الراحة، ثم بدء تناول الأطعمة الخفيفة والسهلة الهضم، مثل اللبن الرائب، والجيلاتين، والموز، والبطاطا المسلوقة، والأرز.
– زيادة شرب الماء والسوائل الغير مهيجة للمعدة، مثل مشروب البابونج والنعناع.
– تجنب تناول القهوة والمنتجات التي تحتوي على الكافيين.
– تجنب الأطعمة الغنية بالدهون.
– الالتزام بالراحة قدر الإمكان.
– يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية المضادة للإسهال والقيء المتوفرة في الصيدليات.
يحذر الدكتور المعاني من أنه في حال استمرار الأعراض لفترة طويلة، وعدم قدرة المصاب على الحفاظ على السوائل التي يشربها، وظهور علامات الجفاف، وارتفاع درجة حرارته، فإنه يجب إدخاله إلى المستشفى لتعويض السوائل المفقودة وتقديم العلاج اللازم.
ويقدم الدكتور عبد الرحمن المعاني نصائح أخرى لتجنب خطر التسمم الغذائي في فترة العيد، حيث ينصح بالآتي:
– تجنب تناول الأطعمة النيئة أو التي لم يتم طهيها بشكل جيد.
– غسل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناولها.
– التخلص من الأطعمة التي انتهت صلاحيتها.
– تجنب تناول الأطعمة الجاهزة في أقصى الحالات.
– مراقبة درجة حرارة الطعام.
– الحفاظ دائمًا على النظافة.