صراحة نيوز- البنك المركزي الأوروبي يحافظ على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى قياسي يوم الخميس، لكنه يرسل إشارات واضحة بشأن احتمال خفضها مع استمرار تراجع التضخم في منطقة اليورو. وفي إطار جهوده المستمرة لكبح ارتفاع الأسعار، أبقى البنك سعر الفائدة على الودائع عند 4%، لكنه يواجه الآن تحديات جديدة مع اقتراب التضخم من الهدف المستهدف وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وأعلن البنك المركزي الأوروبي قائلاً: “في حالة زيادة ثقة مجلس المحافظين في استمرار التوجه نحو الهدف المحدد للتضخم، وتحسن توقعات التضخم وتطوراته الأساسية، بالإضافة إلى قوة تأثير السياسة النقدية، فإنه سيكون مناسبًا خفض مستوى القيود الحالية على السياسة النقدية”.
انتهاء التشديد النقدي
انتهاء فترة التشديد النقدي تمثل محطة تاريخية للبنوك المركزية الكبرى، لكن تباينت التوقعات حول البنوك التي ستقوم بخفض أسعار الفائدة بعد ذلك، وإلى أي حد. وقد أدى ذلك إلى حالة من الارتباك في الأسواق، خاصة بعد أن دفعت بيانات التضخم الأميركية الصادرة أمس بتأجيل توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي إلى شهر سبتمبر.
سويسرا
في مارس، قرر البنك الوطني السويسري خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى مستوى 1.50%، وهو قرار غير متوقع ساهم في دفع قيمة الفرنك لأدنى مستوياتها مقابل اليورو خلال عشرة أشهر. ويعتبر هذا الخفض هو الأول من نوعه للفائدة منذ تسع سنوات، مع استمرار التضخم في النطاق المستهدف بين صفر و2% لعدة أشهر. وتتوقع التوقعات للمتداولين مزيدًا من خفض معدل الفائدة بنصف نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي في 20 يونيو.
السويد
وأبقى البنك المركزي السويدي سعر الفائدة الرئيسي ثابتا عند 4% في مارس/ آذار وأشار إلى أنه إذا استمر التضخم في الانخفاض نحو هدفه البالغ 2%، فقد تبدأ سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة في مايو/ أيار.
وتنظر الأسواق إلى خفض البنك المركزي السويدي في السابع من مايو/ أيار باعتباره قرعة عملة بعد أن حذر المحافظ إريك ثيدين من أن ضعف الكرونة السويدية قد يدفع التضخم إلى الارتفاع.
كندا
ترك بنك كندا أسعار الفائدة دون تغيير عند 5% يوم الأربعاء، لكنه أعطى دلائل قوية على أنه مستعد لخفض الفائدة، وتتوقع أسواق المال خفضها في يوليو/ تموز، مع احتمال بنسبة 50% تقريبا للتحرك في يونيو/ حزيران.
وخفض بنك كندا توقعاته للنمو الاقتصادي لعام 2025 من 2.4% إلى 2.2%، وقال إن التضخم سيصل إلى هدفه العام المقبل.
بريطانيا
أبقى بنك إنجلترا الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 16 عاما عند 5.25% في مارس/ آذار، وقال المحافظ أندرو بيلي إن الاقتصاد “يتحرك في الاتجاه الصحيح” للتخفيضات.
لكن صناع السياسة في بنك إنجلترا منقسمون، مما يفتح بابا جديدا حول موعد تخفيف السياسة النقدية، ويتوقع المتعاملون أن يبدأ بنك إنجلترا في خفض تكاليف الاقتراض بحلول أغسطس/ آب.
نيوزيلندا
بعد أن أبقى بنك الاحتياطي النيوزيلندي الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 15 عاما عند 5.5% أمس، تمسك المستثمرون برهاناتهم على خفض أغسطس/ آب المقبل.
وبعد ارتفاع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021، دخلت نيوزيلندا في حالة ركود.
أميركا
وأبقى بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي الفائدة في نطاق 5.25% إلى 5.5% منذ يوليو/ تموز 2023، وفي مارس/ آذار أكد مجددا توقعاته لـ3 تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.
لكن المتداولين يتوقعون الآن أن يقوم البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة بنسبة أقل بكثير مما قال إنه سيفعله قبل شهر واحد فقط، بسبب بيانات التضخم الساخنة لشهر مارس/آذار يوم الأربعاء.
وقبل ساعات من صدور هذا تقرير بيانات التضخم الأميركية، الذي أعقب بيانات قوية للوظائف في الولايات المتحدة، توقع المتداولون تخفيضات بمقدار 67 نقطة أساس من بنك الاحتياطي الفدرالي هذا العام مع احتمالات 50-50 للتحرك الأول في يونيو/ حزيران.
أستراليا
أبقى البنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 12 عاما عند 4.35% في مارس/ آذار مع تباطؤ الاقتصاد.
ويناقش المستثمرون ما إذا كان بنك الاحتياطي الأسترالي سوف يرفع الفائدة مرة أخرى، إذ تهدد التخفيضات الضريبية وسوق العمل الضيق بزيادة التضخم، وتتوقع الأسواق خفضا بمقدار 20 نقطة أساس فقط هذا العام وأن يظل بنك الاحتياطي الأسترالي في حالة انتظار حتى نوفمبر/تشرين الثاني على الأقل.
النرويج
ترك البنك المركزي النرويجي الفائدة دون تغيير عند 4.50% في مارس/ آذار، وتوقع محافظ البنك إيدا ولدن باش خفضا واحدا فقط هذا العام، مع تسعير الأسواق له على أنه الأرجح لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
وانخفض التضخم في النرويج أكثر من المتوقع في مارس/ آذار، إلى 3.9%، لكن المخاطر ترتفع مرة أخرى بسبب النمو القوي للأجور والتوقعات الاقتصادية الإيجابية.