صراحة نيوز _تعدّ أمريكا من أكثر البلدان الشهيرة بحلوى الدونات، رغم أنّ أصولها هولندية ، لكن هذه الحلوى وجدت في أمريكا المناخ الجيّد للانتشار. يعود فضل انتشار الدونات بأمريكا إلى مستعمرة هولندية اسمها أمستردام الجديدة، والتي تحولت فيما بعد إلى مدينة نيويورك.
ولأنها كانت مستعمرة هولندية، فقد انتقلت معها بعض العادات الهولندية، ومن بينها صنع حلوى الدونات.
في كتابه “Knickerbockers History of New York” الصادر عام 1809، ذكر الكاتب الأمريكي إيرفينج، أنه كان يوجد دائماً في أمريكا، ذلك الطبق الضخم من كرات العجين المحلى، والمقلي بدهن الخنزير، ويسمى الدونات، هذا النوع اللذيذ من الكعك، كان نادر الوجود في مدينة نيويورك في ذلك الوقت، باستثناء في أوساط العائلات الهولندية الأصيلة، بحسب إيرفينج.
وقد تكون شعبية الدونات وصلت إلى ذروتها مع “دونات لاسيز” وهن متطوعات ما يسمى “جيش الخلاص”، قمن بتحدي الخطوط الأمامية للحرب في فرنسا؛ من أجل تقديم الدونات إلى قوات المشاة الأمريكية التي كانت تحارب هناك.
ففي صيف عام 1917، نزلت أولى القوات الأمريكية في فرنسا، ورافقتهم مجموعة من المتطوعات من جيش آخر أصغر بكثير، قوامه 250 متطوعة.
كان هدف هؤلاء المتطوعات هو مساعدة الجنود الأمريكيين من خلال عملهنّ ممرضات وعاملات إغاثة، لكن سرعان ما تحوّلن إلى طبخات للدونات، وذلك بعد أن اعتقدت إحدى الفتيات أن حلوى الدونات اللذيذة يمكن أن ترفع معنويات الجنود. وبالفعل، قامت بقلي الدونات للجنود الأمريكيين.
خلال الحرب وبسبب قلة الإمدادات تطورت طريقة تحضير الدونات، فبدلاً من استخدام دقيق القمح الذي لم يعد متاحاً باتت النساء يستخدمن دقيق الشعير ودقيق البطاطا الحلوة.
وبما أنّ السكر لم يعد متاحاً أيضاً، تم إنقاذ الموقف باستبداله بشراب الذرة ودبس السكر. وبحلول نهاية الحرب، أصبحت الدونات مشهورة في كل بيت أمريكي، ومن بعدها انتشرت في ربوع العالم.