السيادة الجوية القانونية – الدفاع عن سماء المملكة

4 د للقراءة
4 د للقراءة
السيادة الجوية القانونية – الدفاع عن سماء المملكة

صراحة نيوز – بقلم الدكتورة هديل العتيلي

تم الاعلان من قبل  القوات المسلحة الأردنية في شهر نيسان من العام الحالي  2024، بأن سلاح الجوي الملكي قام بزيادة طلعاته الجوية لمنع أي اختراق جوي والدفاع عن سماء المملكة الأردنية.

و عليه فإن السيادة الجوية على سماء المملكة هي الحق الجوهري الذي تمتلكه الاردن بوصفها دولة ذات سيادة في تنظيم استخدام مجالها الجوي وفرض قانون الطيران الخاص بها و في الحالات القصوى باستخدام الطائرات المقاتلة ، و يشكل المجال الجوي في اي دولة منطقة من السيادة التابعة لها فوق ارضها و بحرها.

وعليه فإنه و سندا لمفهوم  السيادة الجوية لو أخذنا مثلا قيام حرب جوية بين خصمين، فهي تبدأ بتعادل جوي قد يليه تفوق جوي لأحدهما قبل الاخر، بحيث تكون القوتان الجويتان قادرتين على الطيران بطائراتهما الحربية، وبعدها قد تحقق القوة المتفوقة جوياً حالة من السيطرة الجوية اذا تم تحييد كل طائرات خصمها عن الطيران مع احتمالية بقاء المقاومات الارضية ولو بأدنى انواعها. ولكن تحقيق (سيادة جوية) ولو محلية على الخصم يكون شبه مستحيل الا اذا مات كل من هو قادر على اطلاق رصاصة بالجو قد تؤثر على طيرانها المنخفض، او نفذت كل ذخيرتهم، او فقدوا كل اسلحتهم الفردية.

و عليه فإن الثابت بعدم السماح باستخدام سماء المملكة من قبل أي طرف ولأي غاية كانت، “نظرا لما تشكله من تعد على السيادة الأردنية، وما قد يهدد أمن الوطن وسلامة مواطنيه”.

و لقد تم تشكيل نواة سلاح الجو الملكي عام 1948 وكانت بدايته تتألف من طائرات مروحية خفيفة حيث استمر بالتطور المستمر بثبات لمواكبة التطورات التقنية في العالم الى ان وصل الى ما هو عليه الان بإستخدامه لأحدث انواع الطائرات كطائرة الـ ف-16 والرادارات ثلاثية الابعاد ومنظومتي الدفاع الجوي والقيادة والسيطرة للمساهمه في تحقيق المهام والواجبات الموكلة له بكل كفاءة واحتراف.

و يعتمد سلاح الجو الملكي كلياً على كوادره الوطنية الفنية المؤهلة والعاملة في مختلف مديرياته التخصصية في صيانة وإدامة جميع الانظمة والمعدات العاملة في السلاح من رادارات واجهزة اتصال متطورة مروراً بمنظومتي الدفاع الجوي والقيادة والسيطرة وصولاً للصيانات العظمى للطائرات، يضاف لذلك تأمين خدمات الاتصالات ومعايرة الاجهزة الفاحصة للقطاع العام و يولي سلاح الجو الملكي أهمية قصوى للعملية التدريبية والتأهيل من أجل الحصول على أعلى المستويات نوعية وكفاءةً لمنتسبيه، ولتحقيق هذه الغاية قام بإنشاء العديد من المدارس والكليات المتخصصة ذات السمعة الراقية والمؤهلة بكوادر متميزة تتولى تدريب مختلف تخصصات الطيران والتخصصات الفنية والإدارية لكوادر سلاح الجو الملكي وموفدي العديد من القوات الشقيقة والصديقة و بالتالي فإن مهمة سلاح الجو الملكي هي الدفاع عن سماء المملكة الاردنية الهاشمية وإسناد القوات البرية في عملياتها و يكمن الجوهر في القدرة على استخدام قوة انتقائية ضد أهداف محددة لطبيعة متنوعة من الحالات الطارئة في المستقبل تتطلب استخدام على حد سواء دقيقة وموثوق بها للقوة العسكرية مع الحد الأدنى من المخاطر والأضرار الجانبية.

و تكمن القيم الاساسية التي يقوم عليها سلاح الجو الملكي بالنزاهة اولا و الخدمة قبل الذات و التفوق في كل ما يقوم به ، و من مهامه الثانوية ايضا دعم القوات البرية في أي نزاع مسلح مع أي قوة خارجية و دعم قوات الأمن في مهامها الحفاظ على الأمن الداخلي، وعمليات مكافحة تهريب وعمليات أمنية الحدود بالاضافة الى مهام اخرى .

و على ما سبق بيانه من مفهوم السيادة الجوية و مهام  سلاح الجو الملكي فإن سلاح الجو الملكي سيستمر دائما و ابدا  في تنفيذ طلعات جوية في سماء المملكة من أجل ضمان سلامة المجال الجوي الأردني.

Share This Article