دراسة جديدة من جامعة غالواي الإيرلندية تكشف عن تأثير إرهاق عقلي يصيب المشاركين في مكالمات الفيديو عبر تطبيقات مثل “زوم” و”تيمز” عندما ينظرون إلى وجوههم أثناء المحادثة.
توضح الدراسة أن التحديق في وجوههم خلال المكالمات الجماعية يُضيف إلى الإرهاق العقلي، وهذا ما تؤكده نتائج فحوصات نشاط الدماغ أثناء تلك اللحظات.
وبالرغم من أن الدراسة تظهر تأثيرًا متساويًا بين الرجال والنساء في تجربة الإرهاق، إلا أنها تتعارض مع نتائج سابقة كانت تشير إلى تعرض النساء لمزيد من التعب أثناء مثل هذه المحادثات.
التركيز المستمر على الوجه خلال المكالمة الجماعية يؤدي إلى زيادة في الوعي الذاتي مما يعزز القلق والتوتر، كما يؤدي التعامل مع المهام المتعددة أثناء المحادثة – مثل الاستماع والتحدث ومراقبة التعابير الوجهية – إلى تحميل إضافي على العقل والذاكرة، مما يسهم في الإرهاق العقلي.
كيف أجريت الدراسة؟
قيَّم فريق البحث تأثير استخدام تقنية مراقبة تخطيط كهربية الدماغ على مشاركين في اجتماع عبر تطبيق زوم. شارك 32 متطوعًا، متساوي العدد بين الرجال والنساء، في الدراسة، حيث تم تشغيل وإيقاف حالة الرؤية الذاتية في أوقات مختلفة.
أفاد الباحثون بأن استخدام الكهرباء الموضوعة على الرأس يسهل مراقبة النشاط الكهربائي للدماغ، مما يمكِّن العلماء من تحديد مستويات التعب العقلي وبدايته.
أظهرت نتائج المراقبة أن مستويات التعب كانت أعلى بكثير خلال الأوقات التي شاهد فيها المشاركون صورهم الخاصة. يمكن أن يشبه هذا التأثير تأثير التعرض المستمر للمرآة، حيث قد يثير رؤية وجه الشخص لنفسه باستمرار أثناء المكالمات الفيديو شعورًا بالازعاج المشابه لما يحدث عندما ينظر الشخص إلى المرآة لفترة طويلة.

لا فرق بين الجنسين
أشارت الأبحاث السابقة، التي تعتمد بشكل كبير على البيانات المبلغ عنها ذاتياً والتي تم جمعها من خلال الاستطلاعات والمقابلات، إلى أن النساء يعانين من مستويات أعلى من الإجهاد أثناء استخدام تطبيق زوم مقارنةً بالرجال.
وتتناول النظريات السابقة لهذا الاختلاف بين الجنسين زيادة الوعي الذاتي المفترض لدى النساء بمظهرهن عندما ينظرن إلى أنفسهن في المرآة.
ومع ذلك، أجرت دراسة جامعة غالواي استكشافًا للتعب على المستوى الفيزيولوجي العصبي، واستفسرت عما إذا كانت الاختلافات بين الجنسين موجودة فعلًا بالنسبة لإجهاد استخدام مؤتمرات الفيديو.
كيف نحمي صحتنا العقلية؟
أجرى فريق البحث تجربة باستخدام مراقبة تخطيط كهربية الدماغ لـ32 متطوعًا، مكونين من 16 رجلاً و16 امرأة، الذين شاركوا في اجتماع عبر تطبيق زوم، حيث تم تشغيل وإيقاف حالة الرؤية الذاتية في أوقات مختلفة.
أشار الباحثون إلى أن استخدام الكهرباء الموضوعة على الرأس يتيح مراقبة النشاط الكهربائي للدماغ، مما يمكن العلماء من تحديد مستويات التعب العقلي ولحظات بدايته.
وأكدت نتائج المراقبة أن مستويات التعب كانت أعلى بكثير خلال الأوقات التي شاهد فيها المشاركون صورهم الخاصة.
يؤدي هذا الوضع إلى تشابه تأثير التعرض المستمر للمرآة، حيث يمكن أن يثير رؤية وجه الشخص لنفسه باستمرار أثناء المكالمات الفيديو شعورًا بالإزعاج الذي يماثل الشعور الناتج عن النظر إلى المرآة لفترة طويلة.
تأثير “بروتيوس”
تتقاطع هذه الدراسة مع نظريات عدة في مجال التواصل الرقمي وتأثيره على القوى الإدراكية والسلوكية لدى الأفراد.
على سبيل المثال، يلقي عمل البروفيسور في جامعة ستانفورد، جيريمي بايلنسون الضوء على العلاقة المعقدة بين التمثيل الذاتي الافتراضي والسلوك البشري والإدراك.
يبحث بايلينسون في كيفية تأثير الصور الرمزية الافتراضية التي تمثل الذات في المساحات الرقمية على السلوك والتفاعلات الاجتماعية.
وقد تطرق أستاذ التواصل والمدير المؤسس لمختبر التفاعل البشري الافتراضي في ستانفورد، إلى مفهوم “تأثير بروتيوس” (نسبةً إلى أحد الإلهة في الأساطير اليونانية كان قادرا على تغيير شكله حسب الرغبة) الذي يشير إلى الظاهرة التي يتوافق فيها سلوك الأفراد مع خصائص صورهم الرمزية (الأفاتار) في البيئات الافتراضية. ويقول بايلنسون إنه على سبيل المثال إذا كان لدى شخص ما صورة رمزية أطول، “فقد يتصرف بثقة وحزم أكبر في العالم الافتراضي”.
وبالإضافة إلى التغيرات السلوكية، يبحث بايلنسون في الآثار المعرفية للتمثيل الذاتي الافتراضي، مثل تكوين الذاكرة وعمليات صنع القرار. كما يمكن بنظره أن تؤثر التجارب الافتراضية على العمليات المعرفية من خلال خلق شعور بالوجود والانغماس في البيئة الافتراضية.