صراحة نيوز – فريق من الباحثين يطور تقنية لقاح جديد توفر حماية ضد مجموعة واسعة من الفيروسات التاجية، بما في ذلك الفيروسات المحتملة التي لم تظهر بعد.
الدراسة التي نفذها باحثون من جامعة كامبريدج وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، بالتعاون مع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية، نُشرت في مجلة “نيتشر نانوتكنولوجي”، مما يمثل ابتكاراً في مجال تطوير اللقاحات يعرف بـ”علم اللقاحات الاستباقي”.
يعمل هذا اللقاح عن طريق تدريب جهاز المناعة على التعرف على مناطق محددة من عدة فيروسات تاجية، بما في ذلك “سارس-كوف-1” و”سارس-كوف-2″، وغيرها من الفيروسات المنتشرة التي يمكن أن تسبب جائحة في المستقبل.
تعتمد تقنية اللقاح الجديدة على بنية تسمى الجسيمات النانوية، وتستخدم سلاسل من المستضدات الفيروسية المختلفة مرتبطة ببروتين فائق الصمغ لتدريب جهاز المناعة على استهداف مناطق محددة مشتركة بين الفيروسات التاجية.
الفيروسات التاجية: تهديدات متنوعة للصحة العامة
وفقًا للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية في الولايات المتحدة (National Foundation for Infectious Diseases)، تشكل الفيروسات التاجية مجموعة واسعة من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، بما في ذلك كوفيد-19، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس” (MERS)، ومتلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد الوخيم (سارس).
تسبب الفيروسات التاجية أمراضًا لدى الحيوانات والبشر، وتنتقل عادةً بين الحيوانات مثل الجمال والقطط والخفافيش، وقد تتطور في بعض الحالات لتصيب البشر.
في الإنسان، يمكن أن تتسبب الفيروسات التاجية في التهابات خفيفة في الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد، ولكن قد تؤدي أيضًا إلى أمراض خطيرة مثل التهاب الرئة.
تم التعرف على الفيروسات التاجية البشرية لأول مرة في منتصف الستينيات، ومنذ ذلك الحين، يتم مراقبتها عن كثب من قبل مسؤولي الصحة العامة.
فهم كيف يتفاعل اللقاح الجديد مع جهاز المناعة: تقنية مبتكرة لمواجهة الفيروسات التاجية
يتميز اللقاح الجديد بتقنية متقدمة تستهدف مناطق محددة من الفيروسات التاجية، والتي تشمل العديد من الفيروسات ذات الصلة. بفضل هذه الاستراتيجية، يتم تدريب جهاز المناعة لمواجهة هذه المناطق، مما يمنح الجسم الحماية ضد فيروسات تاجية أخرى غير الممثلة في اللقاح، بما في ذلك الفيروسات التي لم يتم التعرف عليها بعد.
على سبيل المثال، يحتوي اللقاح الجديد على تحصين ضد فيروس كورونا “سارس-كوف-1” الذي سبب جائحة سارس في عام 2003، مما يزيد من فعالية الجهاز المناعي ضد هذا الفيروس.
روري هيلز، الباحث الرئيسي في دراسة علم الأدوية بجامعة كامبريدج، أكد على التركيز الجاد لتطوير لقاح يوفر حماية من الجائحات المحتملة لفيروس كورونا المستقبلية. ويضيف أن اللقاح يوفر حماية واسعة النطاق ضد الفيروسات التاجية المختلفة، بما في ذلك تلك التي لم يتم دراستها بعد.
الدراسة أظهرت استجابة مناعية فعالة للقاح الجديد، حتى في الفئران التي تم تحصينها سابقا ضد فيروس “سارس-كوف-2” (SARS-CoV-2). ويعتبر هذا اللقاح أكثر بساطة في التصميم مقارنة باللقاحات الأخرى المتوفرة حاليا، مما يشير إلى أهمية تسريع عملية التجارب السريرية.
وتفتح التكنولوجيا الأساسية المستخدمة في هذا اللقاح أبوابا واسعة لتطوير لقاحات أخرى تستهدف تحديات صحية متعددة، مما يجعلها أداة قيمة في مكافحة الأمراض المستقبلية.