صراحة نيوز- بقلم /د.عبدالمهدي القطامين
اشد ما يدهشني ان ينبري بعض من يتابعون الشأن العربي والعالمي احيانا حين يبادرني بالقول يا اخي قناة الجزيرة لها اجندتها الخاصة وليست بريئة …مثل هذا القول مثير للغثيان حقا فانا ازعم انني منذ ولدت الجزيرة في قطر عام ١٩٩٦ كنت وما زلت احد عشاقها “يكربج” الستالايت عند ترددها ويأبي ان يفارقها فأنني من حيث اتيتها كانت تلتزم بمعايير المهنة وحق الانسان العربي في ان يعرف ماذا يدور حوله ومن خلفه ومن امامه بالصوت والصورة ….حين اسقطت بغداد على يد مغول العصر ما زلت ارى محمد كريشان بصوته المتهدج الباكي يعلن ان بغداد صارت بيد المحتل لم انم تلك الليلة فقد كانت صواريخهم ترجم بكل قسوة حي الوزيرية والجسر والكرخ والرصافة والمنصور وباب المعظم وحي الثورة وكل الدروب التي طويناها نبحث عن موقع للامة تحت الشمس ومع كل صاروخ يسقط وتبثه الجزيرة كنت افقد شيئا من جسدي ومن ذكرياتي هناك وكنت اردد يا لثارات العرب .
وفي غزة الصمود قدمت الجزيرة قرابين كثيرة لاجل الحقيقة وان تنقل للعالم ما الذي يجري واي شيطان احمق يعيث بها خرابا وقتلا وتدميرا …وكانت الجزيرة في قلب المعركة بينما كانت فضائيات العرب تتابع سباقات الهجن ومهرجانات اجمل ناقة واحلى ديك .
ترى ما هو شكل الاعلام لو لم تكن الجزيرة حاضرة بكل من فيها تقاتل في الجبهة الامامية مع المقاتلين الرافضين للذل ….وما هو شكل العالم الغربي لو لم تدكه الجزيرة بنيران صورها وتقاريرها عن الناس الذين يقتلون ويبادون في سابقة اظن التاريخ لم يشهدها من قبل …ثم يطل احدهم وهم كثر من تلك الفضائيات التي باعت حتى ضميرها ليقول ماذا صنعت الجزيرة انها بلا مهنية .
اظن ان العقل العربي والغربي معا تغير كثيرا هذه المرة واصبحت رواية المحتل ركيكة بائسة متهالكة امام الحقيقة العارية تماما التي تقدمها قناة الجزيرة عما يجري في غزة وفي عموم فلسطين
.
ومع ذلك ما زال البعض اياهم بهمز ويغمز من تغطيات قناة الجزيرة حتى ان احدهم قال ذات يوم لي في معرض تعريضه بالجزيرة …الا ترى ان مراسلهم في غزة يودع صواريخ المقاومة وهي تنطلق وان مراسلها الاخر في الارض المحتلة يستقبلها …انهم يعلمون العدو عن مصادر اطلاق الصواريخ حتى يدمرون منصاتها …انذاك ضحكت طويلا وقد قالت العرب ان شر البلية ما يضحك .