الاردن والاستقلال … نعم نحن Buffer zone

5 د للقراءة
5 د للقراءة
الاردن والاستقلال ... نعم نحن Buffer zone

صراحة نيوز- د. عبدالمهدي القطامين

في التاريخ الكثير من المسكوت عنه والمُؤلف الذي يفتقر الى الحقيقة وقد دأب البعض من الكتاب والسياسيين ومن ماتت اجيالهم من الصحفيين بوصف الاردن على انها منطقة عازلة
Buffer zone
بالاجنبية وفي ذلك الكثير من القول الصحيح الذي ارادوه سبة فكان فخرا للاردن والاردنيين ومن لا يقرأ التاريخ تنقصه الكثير من المعرفة .

فقصة المنطقة العازلة التي ارادوها عارا للدولة الناشئة على تخوم الصحراء الجنوبية لبلاد الشام انقلبت بفعل الفكر العروبي للدولة الاردنية والاردنيين الى قصة تروى عن ارادة الانحياز للامة بكل منعطفاتها الحرجة ففي عام الثمانية والاربعين عام النكبة كما اسموها قادة العالم العربي ظل الجيش العربي الاردني وحده يقاتل على اسوار القدس وفي كل بقاع فلسطين الحبيبة وكان شعاره انذاك نصر او استشهاد فاستشهدت كتائب مجحفلة كاملة وهي تقاتل بسلاح غير متناظر مع سلاح العدو الصهيوني الذي تدعمه قوى الغرب كافة انذاك وكنا في تلك اللحظات الحرجة من التاريخ المنطقة العازلة بين الاستسلام او الموت دفاعا عن شرف الامة وارضها .

وفي عام السبعة وستين اي عام النكسة كما اسمتها يومها القوى والدول التقدمية والتي كانت تصنفنا على اننا دولة رجعية بدائية ظل الجندي الاردني وحده يقاتل على اسوار القدس والخليل ورام الله حتى قضت معظم قواته هناك مستشهدة مقبلة غير مدبرة وكنا في تلك اللحظات المنطقة العازلة بين الشرف وغيابه وبين ارادة القتال وارادة الاستسلام .

وفي عام الثلاث والسبعين حين انتخت بنا القوات التقدمية اندفع اللواء الاربعين نحو دمشق ليحميها من السقوط على يد الاحتلال الصهيوني وقاتل وصمد وظلت دمشق حرة ابية ومع ذلك ظلت نغمة الدولة الرجعية تطاردنا وظلت الدول التقدمية تتغنى بشعاراتها فيما كانت الاردن توازن بين الحقيقة وبين الواقع وتمشي وسط حقول من الالغام التي زرعتها الفتنة العربية والدولية في المنطقة وكنا آنذاك المنطقة العازلة بين خيانة الامة او الدفاع عنها فاخترنا الدفاع حتى آخر جندي .

وحين ارادت قوى الاستعمار والرغبة الصهيونية الجارفة الاطاحة بالعمق العربي الشرقي للامة العربية انحازت الاردن الى الدم العربي ورفضت ووقفت بكل قوتها ضد استباحة العراق الذي يشكل عمقها الاستراتيجي المعول عليه وقامت علينا الدنيا ولم تقعد وكنا انذاك المنطقة العازلة بين ان ننتمي الى تاريخ الامة وحضارتها او ان نساهم في هدم اهم مقوماتها .

وحين وجدنا ان الشريك الذي يعمل تحت مظلتنا في المباحثات الساعية للسلام قد انفرد بسلامه الخاص مع العدو التاريخي لم يكن بالامكان الوقوف ولعن الظلام فكان لا بد من الحفاظ على حدود دولتنا التي ظلت على تماس مع العدو التاريخي فجنحنا للسلام واوقفنا نزعة العدو التوسعية التي تطمح في مد نفوذها شرقا استجابة لرؤيتها التوراتية وكنا ايضا هذه المرة المنطقة العازلة التي حدت طموح العدو وفرضت عليه حدوده التي اقرتها كافة المواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن .

وفي غزة التي اكتوت بنيران العدو الهمجي انحازت الاردن الى الوجع الانساني العاصف بغزة واهلها وفي حين ظلت دول الامة التقدمية تشدد حصارها على الناس الذين ابتلعتهم الحرب الظالمة التي يشنها العدو المحتل في غزة كان للاردن ان يمد يده ولو كان فيه مسغبة فارسل الدواء والاطباء والممرضين والمستشفيات متطلبات معيشية ملحة معززا من صمود المدينة الاسطوري وكان الملك يجوب العالم بحثا عن ضوء في اخر النفق ينهي اوار هذه الحرب المستعرة التي تاكل الاخضر واليابس والناس والحجر فيما اكتفت دول كنا نظنها لن تصمت بعّدْ الصواريخ التي تنهمر على الابرياء وكنا هنا ايضا منطقة عازلة بين حق الناس في الحياة وبين الرغبة في قتلهم على الهوية .

وحين تهاوت كل الدول التي ادعت التقدمية ووصفتنا بالرجعية ولجأ اهلها الى ديارنا بحثا عن الامان في واحة الدولة الرجعية اكتوينا كأردنيين بكلف باهظة فالشقة التي كان ثمنها لا يتجاوز 20 الف دينار اصبحت بمئة الف دينار وجن جنون الاسعار وسط دخل متآكل ومع ذلك كنا المنطقة العازلة بين كرامة الانسان وعدمها وبين امنه وخوفه ودفعنا ثمن ذلك ولم نقل اذهبوا انتم وقواكم التقدمية وتقاتلوا انا هنا قاعدون .

اذن من حقنا ان نحتفل باستقلالنا المجيد وان نعلنه على رؤوس الاشهاد وان نهتف ….هذي بلدنا وما نخون ترابها …..ومن حقنا ان نقول للمرة المليون نعم نحن منطقة عازلة للباطل لكنها ليست معزولة عن الواقع وهي تعرف انها خلقت لتبقى وتدوم .
وكل عام وانتم والوطن وقائده بالف خير .

Share This Article