صراحة نيوز _م. موسى عوني الساكت
توقفت مطولاً على سؤال طُرح على ولي العهد في غاية الاهمية، جاء فيه: كيف سيكون شكل الخمسة وعشرين سنة القادمة؟ اجاب الأمير؛ “أولويتي أن يكون الأردن أقوى، وأن نعتمد على أنفسنا، وأن يكون لدينا اكتفاء ذاتي”
نعترف مع الأمير أن المهمة آخر 25 سنة لم تكن سهلة، فالربيع العربي وتبعاته، والحروب على حدودنا من كل جهة، ثم جائحة كورونا، والإرهاب، والأزمات اقتصادية عالمية.. إلى آخر القائمة.
كما أن اقتصادنا – كما قال ولي العهد – خسر مليارات الدولارات بسبب انقطاع الغاز المصري وإغلاق الحدود مع سوريا، معتبرا أنه “لا توجد دولة مرت بظروف مثل الأردن ولأسباب خارجة عن إرادتها”. لكن: “تجاوزناها بسلام”.
محليا، وضع سموه أعمدة أربعة ذات دلالات عميقة، استقرت عليها الدولة الاردنية، ونجحت في تخطي كل التحديات وهي: شعب واعٍ، ومؤسسات قوية، وقيادة تفكر لبعيد. وتاريخياً الاردن دولة متزنة، ولا نسمح للانفعال والمزاج بالتأثير على قراراتنا.
أما الرسائل التي حملها الأمير الاردني إلى الإشقاء فهي أيضا يجب أن لا تخطئها عين، من حيث وقوفه مطولا أمام “التكامل العربي العملي المبني على تعاون حول قضايا معينة وأهداف مشتركة له منافع كبيرة، أمنية واقتصادية وسياسية على المنطقة ككل”.
يقول سموه: “إن هذا التكامل يعني: أسواقا أكبر، وتأثيرا دوليا أقوى، وتبادلا للخبرات والعقول، وفرصا لشبابنا، ومستقبلا أفضل لمجتمعاتنا”.. أليس هذا ما يطمح اليه كل اقتصاد عربي، وكل رجل أعمال شقيق، وكل طموح قومي!
إذن فكلمة السر اقتصاديا في كل ذلك تلخصت في اطارين: الاكتفاء الذاتي والتكامل العربي.
الاكتفاء الذاتي لا يكون إلا بصناعات قادرة على المنافسة وصناعات زراعية متنوعة وتوحيد القطاع الخاص بحيث يكون لدينا تعاون ما بين الزراعة والصناعة والتجارة. والاهم وصفات جديدة لادارة الاقتصاد عامودها الفقري اصحاب الاختصاص والخبرة والقدرة وبوصلتها رؤية التحديث الاقتصادي خصوصا وان “المشكلة اقتصادية” … هكذا وصفها ولي العهد بدقة وقبله جلالة الملك عبدالله.
أنا التكامل العربي فيكون من خلال تعاون العربية بهدف وضع السياسات المشتركة، لإيجاد الحلول للأزمات التي تتطلّب تعاونًا دوليًا مشتركاً بفتح الأسواق أكثر بين الدول العربيّة، لتعزيز الصناعة والتجارة، والاستثمارات والنمو الاقتصادي، وضمان إمدادات الغذاء والطاقة بشكل مستدام
المطلوب اليوم العمل على هذه الملفات وتشكيل فريق عمل يضع تصور وآليات تنفيد. خلاصة القول نحتاج إلى وصفة مختلفة والاّ عدنا الى المربع الاول.