صراحة نيوز-بقلم / حاتم الكسواني
على إسرائيل أن تفهم بأن المفاوضات مع حماس تختلف عن المفاوضات مع دول عربية متحالفة مع امريكا وضالعة في تعاونها معها في كل المجالات .
فحماس من فئة مؤمنة تؤمن بالله وكتبه ورسله ، فهي تؤمن بما ورد في كتاب الله وبما حذرهم منه رسول الله الذي اوصاهم بالحذر من نوايا أعدائهم ” لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ” … وهم في عرفهم وسنتهم أن لايلدغوا من ذات الجحر الذي لدغ منه أشقائهم العرب الغافلون .
ففي سورة يوسف يَحذر يعقوب عليه السلام من تسليم شقيق يوسف لاخوته دون أن يأخذ عليهم عهدا بأن لا يجري معه مثل ماجرى مع يوسف. حيث قال لأبنائه عند ما طلبوا منه أخاهم: قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل. {يوسف:64}
فقادة حماس ليسوا متعجلين من أمرهم ويدققوا كل كلمة تاتيهم من عدوهم ويقلبون معانيها على كل الوجوه
فلا فرق عندهم بين عبارة الإنسحاب من أراض عربية التي لدغ العرب بها بعد عام 67 19 ، وعبارة عودة مدنيين إلى أماكن سكناهم في غزة والتي تعني جزء من المدنيين الذي سيتم تجزيئه وتصنيفه لاحقا ليأخذ سنوات من النقاش والتفسير حيث سيقولون لك مدنيين من سن كذا – سن كذا … نساء وشيوخ لا أطفال وشباب .. وعشرات الاحتمالات ، تماما كما فاوضوا نبي الله موسى حول مواصفات البقرة التي طلب الله منهم ذبحها ، وهي قصة غير غائبة عن وعي المؤمنين من مفاوضي حماس .
فحماس لن توافق إلا على مطالبها الواضحة الصريحة التي لا لبس فيها ولاتحمل معنيين او إحتمالين وتحقق مصالح الشعب الفلسطيني .
وإن كانت إسرائيل تراهن على إضعاف موقف المفاوض الفلسطيني بمواصلتها إبادة الأطفال الفلسطينيين وباقي فئات الشعب الفلسطيني ، إسترشادا بتوصية وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر للرئيس نيكسون بإبادة أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الفيتنامي بقصفهم بقنابل الموت من طائرات B52 لإجبار المفاوض الفيتنامي للإذعان للشروط الأمريكية فإنهم واهمون لأن الشعب الفلسطيني في غزة يشكل حاضنة صلبة للمقاومين من كتائب القسام و يبعث لهم توصيات بالصمود عبر محطات التلفزة العربية والعالمية ووسائل التواصل الإجتماعي بعد كل جولة من جولات الإبادة الحاقدة الإسرائيلية التي تعي أن لا حل الا بالدولة الفلسطينية ” نحن مع حماس لو هدمت كل بيوتنا ولو قتل كل ابنائنا … لن نرحل .. صامدون ” .
فهذا الشعب الذي،قدم آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمهجرين ، يقدم هذا الثمن الباهظ في سبيل حل يضمن له الدولة الحرة المستقلة ليحكم نفسه بنفسه ويطور مجتمعه وأسباب قوته الإقتصادية والإجتماعية ويضمن ذراعا عسكريا يحميه من أي إعتداء،.
هذا الشعب الذي عانى 76 عاما آن له أن يستريح وأن يجني ثمار نضاله .
ولن يضيع الشعب الفلسطيني فرصة إلتفاف شعوب العالم حوله وإعتراف الدول بدولة فلسطين كدولة مستقلة ، ولن يضيع فرصة إنكشاف كذب الرواية الصهيونية وإدانة دولة الإحتلال وقادتها من قبل هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية ، فإسرائيل اليوم مصنفة كدولة فصل عنصري قامت بعملية إبادة جماعية ، ويقودها مجرمو حرب مطلوبين لمحكمة العدل الدولية ولمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية…. وفوق هذا وذاك هي دولة مدرجة ضمن دول العار .. دول القائمة السوداء للدول قاتلة الأطفال .
إن قادة العدو الصهيوني من سياسيين وعسكريين يتحسسون اليوم رؤوسهم المطلوبة ويسترجعون تجربة الأنظمة البائدة منتهية الصلاحية كنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا و كل أنظمة الإستعمار الإستيطاني الإحلالي في الجزائر و فيتنام و أفغانستان التي اختفت وإلى الأبد .
فكم من محلل و مؤرخ وسياسي مجرب يقولون بان أمام اسرائيل طريقين إما السلام وفق حل الدولتين أو إختفاء، نظامها السياسي الرجعي العنصري مما يشير بأن حماس والدول المحبة للعدل والسلام تخوض معركة تحرر الشعب الفلسطيني لا معركة الحفاظ على وجود دولة العنصرية والإجرام الإسرائيلية .