صراحة نيوز – أصدرت دائرة الإفتاء العام الأردنية، يوم السبت، فتوى بشأن حكم استخدام المياه المستصلحة في المساجد لأغراض غسل الساحات والتنظيف والوضوء. السؤال المطروح كان: ما هو حكم استخدام المياه المستصلحة في المساجد لهذه الأغراض، مع العلم أن هذه المياه تُستصلح في محطات التنقية من خلال المعالجات الكيميائية والفصل الفيزيائي للنجاسات، وهي في الأصل مياه عادمة مستخدمة للأغراض المنزلية؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، إن الحكم الشرعي لمياه الصرف الصحي هو أنها مياه متنجسة، ولو كانت كمياتها كبيرة، وذلك لتغير صفاتها، لذا فلا يصح الوضوء أو الطهارة بها، بل يحرم استخدامها، ويجب تجنبها؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين} [البقرة: 222]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الطُّهور شَطْرُ الإيمان) رواه مسلم.
وتطهر المياه المتنجسة بالمكاثرة، أي بإضافة كمية كبيرة من المياه بحيث يعود الماء إلى صفته الأصلية خالياً من النجاسة وآثارها من الرائحة واللون والطعم. وقال شيخ الإسلام محي الدين النووي رحمه الله في [منهاج الطالبين/ ص9]: “ولا تنجس قلتا الماء بملاقاة نجس، فإن غيَّره فنجس، فإن زال تغيُّره بنفسه، أو بماءٍ؛ طَهُرَ، أو بمسك وزعفران فلا”.
أما بالنسبة لطريقة التنقية المذكورة في السؤال باستخدام المعالجات الكيميائية والفصل الفيزيائي للنجاسات عن المياه، فهي غير كافية للحكم بطهارة الماء، حيث لم يتخلص الماء من النجاسة بشكل كامل. وأكدت المواصفة القياسية الأردنية لمياه الصرف الصحي المنزلية المستصلحة رقم 893/ 2021 في بنودها أن هذه المياه لا تستعمل في جميع الأغراض، بل حددت مجالات استخدامها، فلا تستعمل للشرب، أو سقي الأشجار المأكولة الثمار نيئة أو مطبوخة، أو تغذية المياه الجوفية المستخدمة للشرب. وعليه؛ فإنّ مياه الصرف الصحيّ المستصلحة تعتبر نجسة في حكم الشرع، ولا يجوز استخدامها في الوضوء أو تنظيف البدن أو الثياب، ويجب اجتناب استخدامها في تنظيف المساجد احتراماً لها، ولأنها مكان الصلاة الذي تشترط فيه الطهارة. والله تعالى أعلم.