صراحة نيوز- كتب زهدي جانبيك
وتأتيك الاخبار تباعا… تم اقراره بأمر ملكي بداية 2018 وتم رصد 35 مليون دينار للبناء ، ورفعها الى 37.5 مليون قبل ان يبدأ.
الرزاز (كل مر سيمر) وضع حجر الأساس منتصف عام 2018 والتقط الصور المناسبة…
وسلم الموقع للمتعهد بداية عام 2019، واصدر امر التنفيذ في شباط 2019 على ان تكون مدة التنفيذ 44 شهرا بسعة 150 سرير ، يعني التسليم بشهر 10 سنة 2022.
ابو هاني (أجمل الايام هي التي لم تأتي بعد) قرر استكمال العمل بالمستشفى العسكري في معان بشهر 9 عام 2021 وخفض السعة إلى 110 أسرة،
وزير الأشغال زار الموقع بعد مرور سنة (يعني شهر 11 عام 2023) على موعد التسليم … واوعز بإنهاء المشروع بأسرع وقت ممكن …
اليوم ، ما زال المر لم يمر ، ولاجاءت الايام الجميلة، وعجزت حكومتين بقضها وقضيضها ، ومجلسي نواب بعظمتهما عن إنهاء مشروع مستشفى (عسكري) … ومر على موعد التسليم 20 شهرا ، يعني نصف مدة التنفيذ الأصلية… ولم ينته مشروع المستشفى …
غدا… سنضيف المستشفى إلى انجازاتنا العظيمة … بعد ان رفعنا التكلفة بمقدار الربع، وخفضنا السعة بمقدار الثلث ، واخرنا التسليم بمقدار 150% من المدة الأصلية …
وما زلنا ننتظر بكل سوداويتنا وادلجتنا المزعومة … متى ستأتي ايامك الجميلة (سلام على ايامك الجميلة).
أما مستشفى الاميرة بسمة في اربد فهو قصة أخرى
بمناسبة مرور سنتين على اطلاق خطة التحديث الاقتصادي، واضح ان الكلام سهل وما عليه جمرك، وان التنفيذ هو المشكلة، فعلى سبيل المثال حددت خطة التحديث الاقتصادي 8 اهداف استراتيجية.
اربعة من هذه الاهداف تتعلق بتحسين مركز الاردن على 4 مؤشرات دولية، دعونا نلقي نظرة سريعة عليها قبل ان ندخل بتفاصيل مستشفى الاميرة بسمة كما وعدتكم بالامس.
1. مؤشر التنمية البشرية وقد تقرر رفع ترتيب الاردن في هذا المؤشر ليصبح ضمن اول 20% من الدول ال 204 اي ان يصبح مركز الاردن 41 او افضل…. وبدلا من التقدم فقد تراجعنا من المركز 98 عام 2021 الى المركز 99 عام 2022، اي اننا وبعد مرور سنتين من مدة الخطة العشرية تراجعنا خطوة بدل ان نتقدم وما زلنا في النصف الثاني من الدول بدل التقدم نحو الخمس الاول.
2. اما مؤشر التنافسية العالمي فقد تقرر رفع ترتيب الاردن في هذا المؤشر ليصبح ضمن اعلى 30% من الدول اي ان يصبح ترتيبنا بالمركز 20 او اقل. هذا بالكلام اما الواقع فقد تراجعنا من المركز 49 عام 2021، الى المركز 56 عام 2022 وعدنا الى المركز 54 عام 2023.
اي اننا بدل ان نحسن موقعنا، تراجعنا 5 مراكز الى الخلف خلال سنتين وما زال ترتيبنا ضمن الثلث الاخير بدل الثلث الاول كما تستهدف الخطة.
3. واما على مؤشر ليجاتوم للازدهار فان الخطة تستهدف رفع ترتيب الاردن ليصبح ضمن اعلى 30%، اي ان نصبح ضمن اول 50 دولة،
هذا كلام السرايا، اما واقع القرايا فقد تراجعنا من المركز 81 سنة 2020 الى المركز 86 سنة 2023، مبتعدين بذلك عن المركز المستهدف للخطة بمقدار 36 مركز.
4. واخيرا ناتي الى مؤشر التنافسية المستدامة العالمي GSCI، فقد استهدفت الخطة رفع مركز الاردن فيه ليصبح ضمن اول 40% من الدول اي بالمركز72 او افضل حسب السرايا،
اما بحساب القرايا فقد تقدمنا سنة 2023 الى المركز 124 من 180 دولة بعد ان كنا بالمركز 131 اي اننا تقدمنا 7 مراكز فقط بدل ان نتقدم 12 مركز خلال سنتين كم تستهدف الخطة… وسبب التقصير هو تراجع ترتيبنا على ركيزة رأس المال الاجتماعي (Social Capital) التي تقيس قوة العلاقات الشخصية والاجتماعية، والثقة المؤسسية، والأعراف الاجتماعية، والمشاركة المدنية حيث تراجعنا هنا من المركز 123 الى المركز 152…
وتراجعنا كذلك على ركيزة جودة الاقتصاد (Economic Quality) التي تقيس مدى جاهزية الاقتصاد لتوليد الثروة بشكل مستدام وبالمشاركة الكاملة للقوى العاملة حيث تراجعنا هنا من المركز 119 الى المركز 121.
بعد هذه المقدمة عن حسابات السرايا وحسابات القرايا ، نعود الى قصة مستشفى الاميرة بسمة في اربد:
وحتى لا يقال ان التقصير بمستشفى معان فقط فان هذا المستشفى تم البدء فيه قبل مستشفى معان … ففي آذار 2018 قال هلسة ان الكلفة الاجمالية للمشروع الذي يتسع لحوالي 400 سرير تصل الى 65 مليون دينار مولت من الصندوق السعودي للتنمية وان العطاء احيل على الشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة…. ومن هنا بدأ المسلسل:
كالعادة صورة تذكارية لوضع حجر الاساس
الله اعلم انهم يخافون ان يتم سرقة انجازاتهم وتذهب لغيرهم اذ سارع الملقي في 3 ايار 2018 الى افتتاح ووضع حجر اساس مشروع مستشفى الأميرة بسمة الممول بالمنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية بمقدار 70 مليون دولار. ووعد بانه سيكتمل خلال العامين القادمين (يعني عام 2020)، مشيرا الى ان سعة المستشفى ستكون اكثر من 500 سرير. (بالمناسية: الملقي هو صاحب نظرية: ستخرجون من عنق الزجاجة في منتصف عام 2019).
وبتاريخ 17 حزيران 2021 أشار محافظ اربد العتوم إلى ان نسبة الإنجاز في مشروع مستشفى الأميرة بسمة الجديد بلغت 40 بالمئة، كان ذلك التصريح بحضور وزير الاشغال.
وفي 28 شباط 2022 تغيرت التكلفة، واصبحت 90 مليون دينار وممول بمنحة جزئية من الصندوق السعودي للتنمية.
لم تتجاوز نسبة الإنجاز فيه أكثر من النصف (51%)، ومن المفارقة ان وزارة الاشغال اكدت أن العمل يسير وفق ما هو مخطط له. وتم زيادة المساحة من 74000 م2 إلى 85000 م2.
في 1 كانون اول 2022 اثناء زيارة لابو السمن الى الموقع تم اعلان انجاز 54% من المشروع والانتهاء منه سيكون في الربع الثالث من عام 2024. (يعني تم انجاز 3% من المشروع فقط خلال 6 شهور).
وفي 28 ايلول 2023 أمهل المهندس ابو السمن الجهة المتعاقدة لتنفيذ المشروع بوقت محدد للالتزام والتقيد بالوصول لنسبة الانجاز المطلوبة تجنبا لاتخاذ اجراءات بحقها هذا وقد بلغت نسبة الانجاز في مشروع مستشفى الأميرة بسمة الجديد نحو 64٪ (يعني تم انجاز 10% من المشروع فقط خلال 9 شهور) ومن المتوقع إنهاء الأعمال فيه وتسليمه الى وزارة الصحة مع نهاية شهر حزيران 2024.
وبعد اسبوع واحد، وتحديدا في 4 تشرين ثاني 2023 وجه وزير الاشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن، المكتب الهندسي المشرف على تنفيذ مشروع مستشفى الأميرة بسمة الجديد بتفعيل البنود العقدية في مواجهة اي تقصير من المقاول في مدة تنفيذ الأعمال او في جودة التنفيذ والمواد المستخدمة.
مؤكدا أنه سيزور المشروع شهريا حتى الانتهاء من الأعمال. وطلب تزويده بتقرير اسبوعي عن سير الاعمال.
وبلغت نسبة الانجاز بمشروع مستشفى الأميرة بسمة الجديد نحو 69 بالمئة (معقول تم تنفيذ 5% من المشروع خلال 6 ايام؟؟؟) ومن المتوقع تسليمه لوزارة الصحة نهاية حزيران المقبل (يعني نهاية هذا الشهر).
وفي 7 آذار 2024 أكد وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن، ضرورة تجاوز جميع العقبات أمام إنجاز مشروع مستشفى الأميرة بسمة الجديد في محافظة إربد.وبلغت نسبة الإنجاز بالمشروع نحو 80.5% (يعني تم انجاز 11.5% فقط من المشروع خلال 4 شهور).
ومن المفترض انتهاء العمل به، وتسليمه لوزارة الصحة نهاية حزيران المقبل.
وأبدى أبو السمن انزعاجه من آداء مقاول المشروع والشركة الاستشارية المشرفة على التنفيذ موجها المعنيين في الوزارة لدراسة الخيارات العقدية والقانونية لمواجهة التقصير من الجهتين.
وفي 23 أيار 2024 تم الاعلان بأن نسبة الإنجاز بالمشروع بلغت نحو 85% (يعني تم انجاز 4.5% من المشروع فقط خلال شهرين ونصف) ومن المفترض إنهاء العمل وتسليمه إلى وزارة الصحة، نهاية أيلول المقبل…. اي اننا امام تأخير جديد لمدة 3 شهور.
وفي 2 حزيران الحالي لفت عضو مجلس النواب خالد أبو حسان إلى أن تأخر تسليم مشروع المستشفى سببه الترهل الإداري والتخبط بين المقاول والحكومة…. تكننا لم نرى له لا سؤال ولا استجواب حول هذا الموضوع.
وما زال المسلسل مستمرا بعد تأخير اكثر من 3 سنوات على موعد التسليم….
وهذه المرة مشروع المستشفى عابر لثلاث رؤساء وزارات بقضهم وقضيضهم وعابر لمجلسي نواب كاملين مكتملين…. ولم يتمكنوا جميعهم لا بسلطتهم التنفيذية ولا بسلطتهم التشريعية ولا بسلطتهم الرقابية من زحزحة مقاول ومكتب اشراف …
فكركم لو قمنا بتعيين المقاول رئيس حكومة او رئيس مجلس نواب بقدر يطلعنا من عنق الزجاجة تبعة الملقي ويمرقنا من المر تبع الرزاز ويجيبلنا الايام الجميلة التي لم تأت بعد تبعة الحج ابو هاني ؟؟؟