صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
ليس الأمر سهلا ان نتقدم خطوات ناجعة لأحداث التغيير المنشود في جانب الحياة السياسية والذي يقتضي وجود احزاب وطنية تنطلق من برامج واقعية قابلة للتنفيذ في المجالات كافة للوصول الى حكومات برلمانية بمفهومها العام فخارطة الإصلاح السياسي وفق رؤية جلالة الملك هي إنجاز الـمحطات الديمقراطية والإصلاحية الضرورية للوصول إلى حالة متقدمة من الحكومات البرلمانية على مدى الدورات البرلمانية القادمة، والقائمة على أغلبية نيابية حزبية وبرامجية.
.
ارقب كما يرقب غيري مسيرة الأحزاب الأردنية والتي وصل عددها الى نحو 38 حزبا مرخصا تضم ما يقارب من 90 الف عضو بحسب المنشور على الموقع الألكتروني للهيئة المستقلة للانتخاب لكن القراءة المتأنية في تأسيسها وانطلاقتها وأنشطتها لم تكن بالصورة المأمولة لنرى في وقت قصير احزابا بمثابة روافع حقيقية للدولة والذي اسبابه كثيرة ومتعددة تتمثل في انطلاقة هذه الأحزاب ومدى اندفاع المواطنين وبخاصة الشباب لانجاح هذه التجربة .
ولا ابالغ هنا ان تأسيس غالبية الأحزاب كان تقليديا لم يختلف عن تجاربنا السابقة الفاشلة في هذا المضمار حيث حزب الشخص الواحد وكوبي بيست البرامج والأهداف مع تغيير بسيط في المفردات والأخطر سعي بعضها الى اعادة تدوير العديد من المسؤولين ( …. ) واستخدام قوة المال لتبوء مناصب الصف الأول وحتى في تصدر قوائم الترشح للانتخابات ضمن القائمة الوطنية ( الحزبية ) .
غياب النهج الديمقراطي لدى العديد من الأحزاب لرسم السياسات واعداد البرامج الذي يُعد ركيزة اساسية وكذلك ما شهدناه في أمر توزيع المناصب وتشكيل القوائمة الوطنية بطريقة ( التوافق ) ادى الى حدوث انقسامات وانسحابات وخلافات الى جانب تشويه صورة العمل الحزب الذي ننشده وأضعف عملية الأستقطاب والأمثلة هنا عديدة اتركها لمن يقرؤون ما بين السطور .
ما تقدم من رؤية سلبية لا يشمل جميع الأحزاب فقد نجحت بعضها ورغم قلة عددها في اثبات وجودها وانتشارها ولنا في هذا الصدد حزب ارادة الذي ترجم على ارض الواقع الكثير من ابجديات نهجه وبرامجه لمواكبة التطور الديمقراطي اساس النهوض بالمجتمعات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقد شهدنا مؤخرا الكم الكبير الذي حصده أعضاؤه طلبة الجامعات من مقاعد اتحادات الطلبة في اغلب الجامعات .
سلامة مسيرة حزب ارادة لم تتوقف عند انتشاره الواسع وعدد المقرات التي افتتحها التي شملت جميع محافظات المملكة وكذلك تنوع الفئات التي استقطبها ذكورا واناثا من عمال ومزارعين وطلبة وأكاديميين ومهنيين من جميع التخصصات الى جانب تبوء المناصب الرئيسية الذي تم بنهج ديمقراطي .
ما دفعني اليوم للخوض مرة أخرى في أمر الأحزاب الأردنية وثيقة الشرف التي وقعها شباب حزب ارادة الذين تقدموا للترشح على القائمة الوطنية وفقا للأسس التي اقرها الحزب ( ديمقراطيا ) والتي شُكل لها لجنة خاصة لتقييم طلبات الترشح حيث أكدوا في وثيقة الشرف ثقتهم المطلقة بقرار لجنة تقييم طلبات الترشح على القائمة الحزبية ، ونزاهة القرار الذي ستتخذه وأنهم وبغض النظر عمن ستعتمده اللجنة فانهم سيكونون في مقدمة المشاركين في غرفة عمليات الانتخابات النيابة المقبلة و محطة لتماسك شباب إرادة للعمل الجماعي والذي اعتبرته قيادة الحزب في بيانها خطوة تؤكد على اهمية الثقافة الحزبية والوعي السياسي باعتبار ذلك لبنة اساس في بناء الحزب .
ختاما ادعو قيادات الأحزاب كافة الى تقييم موضوعي لمسيرتها مؤكدا على اهمية النهج الديمقراطي باعتباره العنوان الرئيس الذي يعزز ثقة الأعضاء باحزابهم ويحول دون الإقصاء والتسلط والتنفع على حساب العامة والوطن .