صراحة نيوز – الدكتور رجائي حرب
منذ اللحظة الأولى التي تناهى فيها الى مسامعنا خبر إلعثور على متفجرات لعصابات إرهابية في منطقة ماركا من قبل شرذمة خارجة على أصول الدين والأعراف والإنسانية، حين يضعون هذه المواد الخطرة في الأحياء السكنية مهددين حالة السلم المجتمعي ومعبرين عن أن ضجيج مكائد ضد هذا الوطن الكبير، يفوح من أفكار بعض الحاقدين والحاسدين الذين يسعدهم ما يحصل لوطني، ولمسيرته الكبيرة بأهله وأصالة معدنه، عندما تربى شعبه في مدرسة العروبة الحقيقية التي نبتت في ظلال أرض الرباط، وسلالة أشرف قبائل العرب، ومباديء ثورة العرب الكبرى، ومزارات الشهداء الخالدين، أبي عبيدة وضرار وعبدالله وجعفر وشرحبيل.
حيث تراءى من خلف كل ذلك الوجوم، وتبدى لنا كأردنيين كمٌّ كبيرٌ من نوازع الشر في ضغائن العديد من الجهات التي لا تريد خيراً لهذا البلد، وأكاد أذكرها لولا أصالة تربيتنا ونقاوة معدننا الذي صقلته تجاربنا في هذا الوطن؛ عندما فتحنا أبوابنا وقلوبنا وبيوتنا لكل من قست عليهم الحياة من إخوتنا العرب وأشقائنا المسلمين، فحمانا الله سبحانه بحبنا للناس، وإغاثة الملهوفين، وعون المكروبين، وتيسير أمور المُعسرين. فكُنَّا نتقاسم اللقمة مع كل مَنْ داس أرضنا، ودخل في حوبتنا. وكنَّا نحمد الله على كل شيء.
وزاد كل ذلك التوفيق الإلهي من قيمتنا ومن قدرتنا على المضي بأقل الامكانيات، بعدما مسَّتنا بركات أرض المحشر والسلالة الشريفة والنوايا الصادقة في قلوب الأردنيين؛ فخلق ذلك مزيداً من الحاقدين والحاسدين والإعداء.
وعندما ينظر كل هؤلاء إلى الأردن الملتف بكل أطيافه حول قيادته، وعندما ينظرون إلى جيشه العربي وهو ينشر السلام والطمأنينة الكامنتيّن في عمق وجدانه بين شعوب الأرض المنكوبة في أقاصي الأرض، وعندما يشاهدونه يزرع الأمل على وجوه الفارين من ضنك بلدانهم
وعندما يجدون الأردن يرفض المؤامرات ضد إخوته العرب يستشيطون غضباً ويعضون أناملهم حقداً على بقاء الأردن صامداً عفيفاً كريماً نظيفاً من أن تتلطخ أياديه بدماء أشقائه، ومبتعداً عن الإنغماس في رذيلة التآمر على إخوته.
يستشيطون غضبا عندما يجدون الأردن مستأسدا في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية على أرض فلسطين الطاهرة
يموتون غيضاً ويصيبهم الذهول وهم يضغطون علينا فتظهر أصالة معدننا النقي الصافي؛ فيلجأون إلى ضرب وحدتنا والنيل من صلابتنا بالتعرض لأمننا الوطني.
فنقول لهم بأنه لن تخيفنا أفعالكم ولا ضغائنكم ولا مؤامراتكم، لأن كل أردنيٍ يعرفكم بسيماكم، ويُشخِّوصكم وألوانكم، لأننا بنيْنا الإنسان الأردني العظيم قبل بناء المكان، على قاعدة جنديٍ ومُعلمٍ، فنما الفكر وكانت قوة العقل تصد كل كيد تكيدونه ضدنا، وكانت العاقبة للمتقين.
نقول لكم يا أذناب الشياطين ويا مارقي العصر ويا أعوان الظالمين، ويا مَنْ تعودتم على التآمر والخديعة والمكر، فكنتم طُغْمةً فاسدة ونتنة فاحت رائحتها في كل المنطقة، نقول لكم إخسأوا، واعلموا أن النصر مع الصبر، والأردنيون صابرون مرابطون، وسنضرب بيدٍ من حديد كل مخططاتكم، وسنجلد بلسانٍ لا يحيد كل أفعالكم وسنكشف مؤامراتكم بحرصنا ويقضتنا وانتمائنا لهذا الثرى المبارك، حتى تنكشف الغُمَّةُ عن منطقتنا، وتموتون في جحوركم. وسينصر الله الذين (( صدقوا ما عاهدوا الله عليه ))، وسيخرج الأردن أقوى بعزيمة قيادته وشعبه العظيم ودماء شهدائه الأبرار الذين أحيوا الأرض، فكنَّا مع العلياء على موعدٍ قريب ويقترب يوماً بعد يوم،
وسنبقى على العهد دوماً (( يدٌ تبني ويدٌ تحمل السلاح )) فهذا الأردن بحجم بعض الورد إلاَّ أنه شوكة في حلوق كل المنافقين والظانين بالله ظن السوء والمتآمرين على هذا الوطن العظيم