صراحة نيوز- بقلم /د. عبدالمهدي القطامين
من يعتقد ان الدنيا قمرا وربيع في ساحة الوطن هو واهم وكمن يغمض عينيه كي لا ير الحقيقة والحقيقة الثابتة ان لدينا خلايا ارهاب نائمة واخرى غافية واخرى تحاول التنشط ولدينا خلايا ارهابية مستترة واخرى تتململ واخرى تخطط للنهوض وهذه الخلايا ربما تتدحرج مثل كرة الثلج ان لم يتم لجمها في مهدها ولها اسباب وموجبات لنشؤها لعل بعضها يتعلق بدول ترى ان بقاء الاردن امنا يشكل عقبة في وجه مقاومة الاحتلال حيثما وجد واخرى تكفيرية ترى ان المجتمع كافر بقضه وقضيضه وهي تسعى الى التخلص وفق عقيدتها من مظاهر الكفر التي تدعيها ولدولة الاحتلال في الغرب ايضا مطامع لا تخف على احد وهي مزاعم دينية متطرفة ايضا ترى ان الاردن جزء من بلاد يهودا وجزء من الوعد الالهي الذي قطعه الرب لبني اسرائيل .
تركيبة المجتمع الاردني لم تعد هي تلك التركيبة التي كانت في حقب التاسيس الاولى للدولة والهجرات المتتالية الى لاردن اخلت كثيرا بالتركيبة السكانية واصبح المجتمع تائها بين اصالة تخفت وتجديد بلا ضوابط يطل براسه على يد ممن يدعون الى التحرر من كل تقاليد المجتمع وعاداته وتقاليده فيما البقية الصامتة ما زالت تتمسك بروح المجتمع الاردني الطيب لكنها تجد نفسها معزولة عن حراك المجتمع الذي اخذ الطابع الراسمالي المتوحش الفالت من كل الضوابط المجتمعية والثقافية والاخلاقية .
ماذا يعني هذا بالنسبة للامن ؟ انه يعني الوقوف على فوهة البركان ومحاصرته كي لا ينتشر ولعل التطور الافت في تجهيز الاجهزة الامنية وتدريبها وتخصصيتها يعد اولى مفاتيح المحافظة على السلم المجتمعي لكنه يشكل عبئا كبيرا على موازنة الدولة التي تئن كثيرا من تنامي استحقاقات الامن والمحافظة عليه ولدينا الكثير من النباهة الامنية التي استطاعت عبر التاريخ الحديث ان تجنب الوطن الكثير من الماسي بعضها يعلن عنه واخر يظل في طي الكتمان لاسباب تتلق بتتبع خيوط الجرائم والارهاب ومحاولة الوصول لى جذوره لاستئصالة .
في مفهوم الامن الشامل هناك مسؤوليات تقع على عاتق المواطن في اي دولة واول هذه المسؤوليات هو ان يكون عونا للاجهزة الامنية فيد الامن وحدها لا تصفق ان لم يكن هناك حسا امنيا لدى كل مواطن يرى بعض الظواهر التي قد يمر عنها مرور الكرام لكنها في الواقع تشكل اولى خيوط اكتشاف الجرائم ومخططاتها في اغلب الاحيان فدائما يكاد المريب ان يقول خذوني .
بقاء الاردن آمنا ليس مسالة بطر ولزوم ما لا يلزم لكنه ضرورة تاريخية لهذه الدولة التي تعيش منذ نشأت في فوهة بركان متغير ينذر بالانفجار في كل لحظة بل كانت سماؤه واضه ممرا ايضا للصراعات التي تدور في المنطقة والاقليم والحرب الاخيرة على غزة ماثلة امامنا لم تزل وتحشدات بعض القوى في دول الجوار ايضا ماثلة امام اعيننا وكل هذه التحديات تضعنا مجددا كوطن في وجه العاصفة الامر الذي يستدعي بقاء اعيننا جميعا مفتوحة تحس مكامن الخلل وبوابات الارهاب والتطرف ونوافذة وخلاياه النائمة حيثما كانت وحين نقف جميعا في وجه الارهاب والتطرف فاننا بكل تاكيد نقف مع انفسنا اولا ومع وطننا ثانيا ومع مستقبل اجيالنا القادمة لكي تعيش بامن وسلام.