صراحة نيوز-رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتناقض مع نفسه، إذ بعد تصريحاته بشأن جاهزيته للتوصل إلى اتفاق جزئي مع حماس لاسترداد عدد من المختطفين.
وأكد في كلمة أمام الكنيست أن إسرائيل ملتزمة بمبادرة الهدنة المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن.
هذا التأكيد يمثل تراجعًا عن موقفه السابق في أول مقابلة له مع الإعلام منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفقًا لمحللين في إسرائيل.
وقال نتنياهو في الجلسة العامة للكنيست إن وعوده هي، “عدم إنهاء الحرب قبل إعادة كل المخطوفين، (120 مخطوفا) سواء كانوا أحياء أم أموات، وعدم إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس، وإعادة سكان الشمال والجنوب الى بيوتهم، والعمل بكل ثمن وبكل طريقة، لإفشال نوايا إيران لإبادة إسرائيل”.
نتنياهو قال إنه بمجرد انتهاء العمليات في رفح، فإن ذلك سيسمح لإسرائيل بنشر مزيد من القوات على امتداد الجبهة مع حزب الله، وذلك لأغراض دفاعية، وأيضا لإعادة السكان النازحين إلى ديارهم على حد قوله.
وتتناقض تعليقات نتنياهو بشكل حاد مع الخطوط العريضة للاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر الشهر الماضي، وقدم الخطة على أنها إسرائيلية، ويشير إليها البعض في إسرائيل باسم “صفقة نتنياهو”.
وأصبحت جدوى مقترح بايدن لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر في غزة موضع شك، بعد أن قال نتنياهو في وقت سابق إنه سيكون على استعداد فقط للموافقة على اتفاق وقف إطلاق نار “جزئي” لا ينهي الحرب، في تصريحات أثارت ضجة بأوساط عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وفي هذا الإطار قال المستشار السابق في وزارة دفاع الاحتلال، ألون أفيتار إن نتنياهو يؤيد اقتراح بايدن وهو متأكد أن حماس لن تقدم أي تنازل جوهري بالنسبة لشروط الصفقة.
ما أعلنه نتنياهو محاولة لرفع المسؤولية عن إسرائيل فيما يخص تجميد تنفيذ الصفقة.
ويحاول رئيس وزراء الاحتلال إقناع البيت الأبيض بوجود نقطة ابتدائية جديدة من ناحية تل أبيب، وبالتالي تكثيف الضغط السياسي على قيادة حماس.
نتنياهو في مقابلته مع القناة 14 قال إنه مستعد للصفقة الجزئية أي للخطوة الأولى من خطة بايدن، والتي تتحدث عن الإفراج عن 33 مخطوفا، وبعد ذلك يجب أن يكون هناك مفاوضات بين الطرفين.
نتنياهو يعتقد أن هذه المفاوضات ستفشل وبالتالي سيعود للمعركة.
ويرى محللون في الكيان المحتل أن ما قاله نتنياهو لا يعتبر تغييرا في مواقفه ولكنه في كل مرة يصف الأمور حسب الجمهور الذي يتحدث إليه.
ويقول المحللون إن حماس فكرة في القلوب والأذهان والفكرة لا يمكن القضاء عليها، ونتنياهو سارع لتصحيح المعادلة، وقال إنه يريد القضاء على قدرات حماس، مضيفين أن نتنياهو لا يريد صفقة لأن ذلك لا يخدمه سياسيا، هو يريد أن يبقى في الحكم.
وبين محللون أن ما يفعله نتنياهو بعيدا عن المصلحة العامة وهو مجرد مصلحة حزبية وشخصية.
وقالوا إن رفض حماس المستمر للقبول بخطة بايدن يعفي نتنياهو من محاسبة واشنطن، وحتى هذه اللحظة لا يعتقد محللون أن الاختلاف بين تل أبيب وواشنطن كبير جدا.