صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني
منذ أن وصف الحسين طيب الله ثراه نتنياهو بعقلية القلعة ، وكأنه كان يحذرنا من طريقة تفكيره الشوهاء ، ومن خطورة وجوده على رأس هرم قيادة كيان الإحتلال .
وسرعان ماتكشفت عقلية نتنياهو الميكافيلية بتحالفه مع اليمين الديني الإسرائيلي لتشكيل حكومة الكيان الإسرائيلي الحالية التي فضحت ممارساتها العقلية المريضة للمؤسستين السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي جعلت الإبادة اسلوبها ومنطقها في القضاء على الشعب الفلسطيني ومنعه من إستعادة حقه المشروع في التحرر والمقاومة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني .
وقد كشفت معركة طوفان الأفصى بان العقلية الإسرائيلية التي اسست الكيان على تزوير الحقائق التاريخية والتوراة والادعاء بأن لها حق إلاهي موعود بالأرض الفلسطينية وان أرض فلسطين ارضٌ بلا شعب هي عقلية لا يؤتمن التعامل معها لانها تعيش على الكذب وعدم الوفاء بالعهود والوعود والإتفاقيات .
ومنذ تأسيس الكيان من مجموعة من عصابات القتلة والحاقدين ” الهاجنا. وشتيرن ، والأرجون .. وغيرها ” التي ارتكبت العديد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني تكشفت مكونات عقلية الكيان المريضة الشائهة التي تعتمد على مبدأ هنيبعل في حروبها والذي يجيز قصف و مهاجمة أية قوة تأسر جنديا اسرائيليا حتى لو أدى ذلك إلى مقتله ، بل ان العقلية الصهيونية تؤمن بمبدأ اسطورة شمشون الذي هدم المعبد عليه وعلى اعدائه وهو يقول ” علي وعلى أعدائي يارب ” الأمر الذي يعني إمكانية استخدامها لأسلحة نووية عند إدراكها بأنها تنهزم .
ومن المؤكد ودون أدنى شك بأن الكيان الصهيوني لن يتخلى عن مقولاته التلمودية القائلة بأن أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل الأمر الذي يعني بأنه سيواصل التوسع وبلا حدود في الأرض العربية كلما توفرت له الفرص لفعل ذلك .
وقد أكدت تصريحات قادة الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى بأن عقليتهم تنظر إلى الآخر نظرة دونية تتصف بسيادة العرق التي مارستها كل الامم الديكتاتورية المجرمة التي عرفها العالم ، والتي تجيز لها قتل الآخر ، وإبادته بكل مايتوفر لها من وسائل لا أخلاقية كالقصف والتجويع والتعطيش والتجهيل ومنع الخدمات الصحية وكل الوسائل الحمائية التي تحمي وتحافظ على حق الحياة التي تمارسها قيادات الكيان اليوم بحق أهل غزة وفي الأراضي الفلسطينية .
وما عدم تحديد الكيان حدودا لأراضيه كما باحت بذلك رئيسة الوزراء الإسرائيلية يوما بقولها ” إن أرض إسرائيل هي حيث تطأ قدم الجندي الإسرائيلي عليها ” إلا دليلا على إصرارها إحتلال كامل الأراضي الفلسطينية ورفضها لحل الدولتين او أي حل يتيح تأسيس الدولة الفلسطينية . .
وما بقاء دولة الكيان بلا دستور يحدد قيمها وهوية نظامها السياسي ودينها إلا دليلا على عقلية شوفونية تمكنها من ممارسة كل ألوان الخداع والتلون في تعاملها مع العالم .
ان إعلان نتنياهو رئيس وزراء الكيان صاحب عقلية القلعة بأنه يخوض معركة وجودية وهو يملك كل أسلحة الدمار الشامل الذي زودته بها قوى الإمبريالية الأمريكية والأوروبية هي وسيلة وكذبة اراد منها مواصلة القتل والقتل والقتل والتدمير بإعتقاده أن معركته مع صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني هي معركة عض أصابع سيفوز بها بمواصلته عملية الإبادة والقتل اليومي للشعب الفلسطيني .
والحقيقة تقول بان الشعب الفلسطيني يدرك بأن عقلية القلعة الصهيونية هذه لايحطهما الا شعب يقاتل مستندا إلى قناعاته وقيمه الدينية الإسلامية الراسخة التي رسمت له الطريق ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ” و ” وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ” و ” قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صدور قوم مؤمنين ”
عقلية لا يحطمها الا حاضنة شعبية تؤكد يوما بعد يوم بأنها صامدة لم تبرح مدينتها حتى لو طال الدمار كل بيت في كل شبر من أرض غزة البطولة ، ومهما ارتفع عدد الشهداء فيها .
وياتينا الخبر من الملثم بأن المقاومة جندت أثناء الحرب آلاف المقاتلين أبناء الشهداء الغزيين واحفادهم وانها تصنع سلاحها تحت نيران القصف والدمار وان الراية لن تسقط وان المقاومين سيذيقون جنود الكيان الوان العذاب .
أنها إرادة الحياة والتصميم على تحقيق النصر والصبر على عض الأصابع حتى ينهزم الصهيوني ويتهاوي بفعل صمودهم وصبرهم ، وان عقلية القلعة النازية ستتهاوى لا محالة مهما امتد أمد الإجرام الصهيوني.
” يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا “