صراحة نيوز-أعرب وزير السياحة والآثار مكرم القيسي عن تطلع المملكة لاستقبال عدد أكبر من السياح من الصين، مشيرًا إلى وجود روابط تاريخية وحضارية مشتركة بين الشعوب العربية والصينية.
وأعرب عن أمله في أن يصبح السياح الصينيون سفراء للأردن عند عودتهم إلى وطنهم، مما يعزز الفهم والتبادل الثقافي بين البلدين.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها الوزير القيسي مع وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا، استعدادا لتنظيم رحلة إلى الصين والتي سيلتقي بها نظيره وممثلين عن القطاع السياحي الصيني، حيث تأتي الزيارة استكمالا لجهود وزارة السياحة والآثار في فتح أسواق جديدة لرفد القطاع السياحي بمزيد من السياح بعد انحسار أعداد السياح الغربيين بعد العدوان الغاشم على غزة.
وأوضح خلال المقابلة، أن المملكة تبحث عن أسواق سياحية جديدة تتشابه معها بعد أن تأثر الأردن بأزمة في القطاع السياحي نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أثرت على أعداد الزوار من أوروبا وأميركا الشمالية وكندا وأستراليا ونيوزلندا.
وقال القيسي، إنه سيزور الصين قريبا لعرض المنتجات السياحية والثقافية الأردنية، وسيتحدث عن تاريخ الأردن وسياحة الثقافة لأن الشعب الصيني مثقف ويهمه جدا زيارة المواقع التاريخية في الأردن.
وأشار الى أن هناك 16 ألف موقع أثري في الأردن مدرجة على اللوائح الوطنية بكل تفاصيلها، وهي تشكل 16 بالمئة من مجموع المواقع البالغ عددها مائة ألف موقع أثري في الأردن حسب إحصائية علمية، مؤكدا أن الزائر إلى الأردن سيجد نفسه في “متحف مفتوح” وكل موقع أثري يزوره سيجد له قيمة تاريخية وتراثية كبيرة.
وتابع القيسي، أن الأردن مملكة ضاربة جذورها بتاريخ حضارات مرت عليها بدءا من العصور الحجرية، وكان أول رغيف خبز تمت صناعته على أرض المملكة في الشمال الشرقي منها، وهناك تماثيل عين غزال في العاصمة عمان، وهي أول تماثيل آدمية صنعت قبل 9 آلاف سنة.
وأكد، أن لدى الأردن منتجات سياحية فريدة على المستوى العالمي، فهناك البحر الميت، وهو أخفض بقعة على وجه الأرض (440 مترا تحت سطح البحر) ولا يوجد غيره في العالم، كما أن هناك “المغطس” وهو موقع عماد المسيح وموقع معركة مؤتة في الكرك جنوب الأردن.
وأشار القيسي، إلى أن الدخل السياحي للأردن بلغ في العام الماضي 7.3 مليار دولار، حيث يساهم بنسبة 14.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو في صعود، موضحا أن “هذه أرقام مهمة ولكن بالنسبة لنا السياحة ليست أرقاما فحسب، ولكن الهدف المنشود أن يفهم بعضنا البعض وأن يأتي السائح الصيني إلى الأردن ويشعر بالأمان والاحترام وأنا اعتبر الزائر الصيني سفيرا للأردن عندما يعود إلى بلده”. وقال “إننا ندعم مبادرة الحضارة العالمية التي طرحتها الصين في عام 2023 لتعزيز الحوار بين مختلف الحضارات ودفع الازدهار المشترك للحضارات المختلفة”.
وبين القيسي وجود إجراءات تسهيلية لجذب السياح الصينيين، والإجراءات في الأردن سهلة جدا للسائح الصيني ولديه تسهيلات بحصوله على التأشيرة لدى وصوله إلى المطار أو من خلال السفارة الأردنية في بكين ولا يطلب من السائح الصيني حساب بنكي أو حجز فندق، مشيرا إلى أنه ربما سيتم بحث التسهيلات مع المسؤولين في الصين لتعم الفائدة على الجانبين الصيني والأردني.
وتابع “نعمل الآن مع جمعية المطاعم الأردنية لترجمة قوائم الطعام المقدمة في المطاعم والفنادق إلى اللغة الصينية وسنعمل على تأهيل بعض الأدلاء السياحيين في اللغة الصينية”، مشيرا إلى أن السفارة الصينية أبدت تعاونها الكامل بحيث يكون هناك أدلاء للسياحة لديهم القدرة على التواصل مع الزوار والسياح الصينيين.
وبين القيسي، أن فريقا مختصا من وزارة السياحة والآثار ومن هيئة تنشيط السياحة الأردنية يقوم بإعداد برنامج شامل، وسيكون هناك لقاء مع وزير السياحة في الصين ولقاءات مع وكلاء سياحة، كما سيكون هناك لقاءات مع مسؤولين في شركات طيران وسيتم عقد ورش عمل واستضافة مجموعة من المؤثرين في المدن التي يتم زيارتها وستقدم عروض عن وكلاء السياحة في الأردن وما يقدمونه للسياح ومعلومات عن الأردن والمواقع السياحية في المملكة.