صراحة نيوز ـ يصادف اليوم السبت الذكرى 73 لاستشهاد مؤسس المملكة المغفور له، بإذن الله، الملك عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، الذي لاقى وجه ربه شهيدا على عتبات المسجد الأقصى المبارك وهو يهم بأداء صلاة الجمعة في العشرين من شهر تموز/ يوليو عام 1951.
وفي الوقت الذي اضطلع به الملك المؤسس بدور قومي رائد في حركة التحرر العربي التي بزغ فجرها مع بدايات القرن العشرين وبذل جهدا موصولا لدى ممثلي القيادات الفكرية والسياسية، وسعى لمستقبل أكثر اشراقا لأمة العرب، يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني نهج الهاشميين والجد المؤسس من أجل ترسيخ القواسم المشتركة للأمة العربية التي تحقق لها المنعة والمستقبل الأفضل، كما يواصل جلالته تجذير النهج الديمقراطي الذي أرساه الجد منذ عام 1920.
وتميز الفكر السياسي للملك المؤسس، بأنه انطلق من مبادئ الثورة العربية الكبرى وأهدافها، واعتمد في تنفيذها منهجية تتفق مع سمة العصر والتداعيات التي تمخضت عن خلخلة موازين القوى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فجاءت اتصالاته مع قادة الدول الكبرى منصبه في الدرجة الأولى، على الاعتراف بالمشروع القومي النهضوي العربي، الذي جسده، طيب الله ثراه، خطة سياسية تنفيذية قائمة على منهج الإسلام والعروبة وبعث أمجاد الأمة وإحياء تراثها وحضارتها.
ويسجل التاريخ وأحرار الأردن والأمة العربية بكل اعتزاز دور الملك المؤسس في حماية الأردن من المخططات التي كانت تستهدف عروبته وحريته والتي استهدفت أيضا الأرض والهوية العربية، بعد أن تمكن من إقناع الدول الكبرى آنذاك وفي مقدمتها بريطانيا بذلك.
خاض سموّ الأمير معركة الاستقلال بعد مفاوضات شاقة وطويلة مع بريطانيا، انتهت بتوقيعه وثيقة الاستقلال في قصر رغدان العامر يوم 25 أيار 1946 والتي تضمنت إعلان الأردن حكومةً مستقلة استقلالاً تاماً وذات حكم ملكي وراثي، والمناداة بالأمير عبدالله ملكاً دستورياً للبلاد بلقب ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وتعديل القانون الأساسي. وعلى إثر ذلك صدر الدستور الثاني عام 1947.
وانطلاقاً من مبادئ الثورة العربية القائمة على الوحدة والحرية والاستقلال، حرص جلالته على إقامة علاقات أردنية-عربية قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمصالح المشتركة وخاصة مع مصر وسوريا والعراق والسعودية، وتمثلت هذه المبادئ في طرحه للمشاريع القومية كمشروع سوريا الكبرى، ودعم الثورة السورية الكبرى، وكان في طليعة الموقّعين على ميثاق الجامعة العربية عام 1945، وحضرَ مؤتمر أنشاص في مصر عام 1946، كما أبدى الموافقة على مشروع الهلال الخصيب، وحافظ على عروبة القدس خلال حرب عام 1948، حيث قدم أبناءُ الجيش العربي الباسل أرواحهم الطاهرة فداءً للقدس وفلسطين. وفي عهد جلالته أُعلن قرار وحدة الضفتين في 24 نيسان 1950، بحسب صفحة التراث الملكي الأردني.