يكتب: عوض ضيف الله الملاحمه
صراحة نيوز – شكراً للصديق العملاق الصيني على مبادرته الطيبة التي تعكس موقف الصين الإيجابي من القضية الفلسطينية . الصين أكثر من دولة ، الصين قارة بمساحتها الشاسعة التي تصل الى ( ٩,٥٩٧ ) مليون كم مربع ، مساحة البر فقط ، وهي اكبر دولة في العالم من ناحية المساحة ، وتشكل ما نسبته (١ / ١٥ ) من مساحة الكرة الأرضية / البرية . ويبلغ عدد سكان الصين ( ١,٤١٢ ) بليون نسمة . وتحتل الصين المرتبة الثانية إقتصادياً على مستوى العالم . والناتج المحلي الاجمالي للصين يبلغ ( ١٨,٣ ) تريليون دولار سنوياً ، وتأتي في المرتبة الثانية بعد أمريكا قاتلة الأطفال الرضع والنساء والشيوخ العجزة . هناك فارق كبير بين نهج الصين سياسياً وبين الشيطان الاكبر / السفاح الأكبر في تاريخ البشرية ، حيث تنتهج الصين سياسة الانتشار دولياً باتفاقيات متبادلة مع دول العالم لتسويق منتجاتها العظيمة التي لا يستغني عنها العالم .
ان يكون للقضية الفلسطينية صديق بهذا الحجم وهذه القوة يعتبر مكسباً متفرداً عظيماً . وان يبادر هذا الصديق الودود بدعوة الفصائل الفلسطينية للاجتماع للمصالحة — خاصة في هذا الوقت — الذي ارتكبت وترتكب به مجازر دموية في غزة والضفة من قبل العدو الصهيوني بإسناد وإشتراك فعلي في المجازر من امريكا ودول اوروبا ، فهذا دليل على الإسناد والدعم ورغبة بعمل شيء للقضية بتوحيد فصائلها الصادقة في نضالها مع التي خذلت القضية وانحازت للعدو .
رغم ثقل الصين المشار اليه ، ورغم علاقات الصين في ايران التي تدعم بعض الفصائل، الا انني ارى ان تلك المصالحة لن تتم مطلقاً لأسباب عديدة منها وأهمها إنحياز بعض الفصائل كلياً الى العدو ، خاصة ان هذه الفصائل التي خذلت القضية ذهبت بعيداً في تماهي مواقفها مع العدو . وهي التي تقف عائقاً امام أية مصالحة من إتفاق مكة وحتى اتفاق الجزائر ، الى اتفاق الصين . كيف يكون إطار المصالحة بين مناضل مقاومٍ ثائر وعميل يفخر ويجهر بعمالته ؟ لا توجد لغة في العالم يمكن ان تؤطر هكذا إتفاق .
كيف لفصائل تخوض حرباً ضروساً مع العدو وحلفائه لتسعة شهور متصلة دُمرت فيها غزة عن بكرة أبيها ، وروت الأرض دماءاً طاهرة زكية لحوالي ( ٤٠,٠٠٠ ) شهيد ، و ( ٩٠,٠٠٠ ) جريح ، وحوالي ( ١٥,٠٠٠ ) مفقود ، ان تتفق مع فصيل يلاحقه العار كل يوم ؟ وآخره ما أُعلن اليوم : حيث أعلن جهاز الأمن العام للعدو انه بمساعدة السلطة ( الوطنية ) الفلسطينية أعلن الاحتلال عن إعتقال (( خلية )) خططت لإختطاف جنود صهاينة . كيف !؟
شكراً (( للقارة )) العظيمة الصين . شكراً لتجاوب فصائل المقاومة الحقيقية التي ما زالت تواجه وتجابه العدو وحلف شمال الأطلسي وتثخن فيه الجراح . ولعنة الله على كل خائن رخيص مدّ يده لعدو سلب الأرض ودنس العِرض وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ولوث التراب الطهور ، والنصر آتٍ ولو بالوعد الرباني ، وحاشا ان يخلِف الله وعده .