صراجة نيوز – بقلم: جهاد مساعده
تأتي جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي لتكون تجسيدًا عمليًا لقيم العطاء في المجتمع الأردني. وتهدف الجائزة إلى تكريم الأفراد والمبادرات التي تسهم بشكل فاعل في تنمية المجتمع وتعزيز ثقافة العطاء.
فالعطاء سمة نبيلة وقيمة إنسانية عليا تنبع من قلب يؤمن بقدرة الفعل على إحداث فرق إيجابي في حياة الآخرين. ويعد العطاء جزءًا أساسيًا من العقيدة الدينية، والتقاليد الثقافية في مجتمعاتنا. وقد تجسدت هذه القيم في جائزة الحسين، التي تسعى إلى تعزيزها في نفوس الأفراد وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في خدمة مجتمعهم.
إن مفهوم العطاء ليس مجرد تقديم المساعدة المادية؛ بل يمتد ليشمل الوقت، والجهد، والمعرفة، والدعم المعنوي.
ويمكن أن يتجسد العطاء في صور متعددة منها: التبرع المادي، أو المشاركة في الأنشطة التطوعية، أو تقديم النصائح والإرشادات لمن يحتاجها دون انتظار أي مردود مادي أو معنوي.
(1)
أثر العطاء على الفرد
يعتبر العطاء من القيم الأساسية التي تحمل تأثيرات إيجابية عميقة على أفرد المجتمع. فهو يعزز من الشعور بالسعادة والرضا، ويبني علاقات اجتماعية قوية، ويعزز شعورهم بالانتماء.
إن تبني قيمة العطاء في حياتنا اليومية يمكن أن يحدث تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في حياتنا وحياة من حولنا. لذا تضمنت جائزة الحسين للعمل التطوعي قيم العطاء لتحقيق تطوير الذات ومفهومه لدى الأفراد المتطوعين وتنيمة قدراتهم، وعلى النحو الآتي:
- على الصعيد الشخصي: يشعر الفرد الذي يقدم العطاء ويمارسه بالرضا الداخلي والسعادة، مما يعزز من صحته النفسية والعاطفية.
- تنمية المهارات: يساهم العطاء في تطوير مهارات الفرد وتنميتها مثل؛ القيادة، والتواصل، والتعاون وغيرها من المهارات الحياتية.
- بناء العلاقات الاجتماعية: يفتح العطاء الباب أمام تكوين علاقات جديدة ومفيدة مع الآخرين، مما يعزز من الشبكات الاجتماعية والدعم المتبادل.
- تقدير الذات: يعزز العطاء من تقدير الفرد لذاته وإحساسه بالإنجاز، حيث يشعر بأنه قادر على إحداث فرق إيجابي في حياة الآخرين.
(2)
أثر العطاء على المجتمع
يعد العطاء من القيم التي تعزز الروابط الاجتماعية، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويعزز روح التعاون والتضامن لبناء مجتمع قوي ومترابط يجعلنا جميعًا شركاء في بناء مستقبل أفضل للجميع. وتسلط جائزة الحسين للعمل التطوعي على ترسيخ قيم العطاء؛ لتحقيق ما يأتي:
- تعزيز تماسك المجتمع: في ظل التحديات التي يواجهها المجتمع فإن العطاء يسهم في بناء مجتمع متماسك ومترابط، حيث يشعر كل فرد بأنه جزء من كل، مما يعزز من روح الوحدة الوطنية والتضامن بين مكونات المجتمع.
- تحقيق التنمية المستدامة: يدعم العطاء المشروعات والمبادرات التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمجتمع، مثل تحسين التعليم والتدريب، والرعاية الصحية، والرعاية الاجتماعية التي تسهم في الحد من انتشار جيوب الفقر.
- تشجيع روح التطوع: يلهم العطاء الآخرين للانخراط في الأنشطة التطوعية، مما يؤدي إلى زيادة عدد المتطوعين والمساهمين في تنمية المجتمع.
وعلى ضوء ما سبق؛ تلعب جائزة الحسين للعمل التطوعي دورًا محوريًا في تعزيز قيم العطاء في المجتمع الأردني من خلال تكريم الجهود التطوعية، وتقديم الدعم والتدريب، كما تسهم في تحفيز الأفراد والمؤسسات على المشاركة في الأنشطة التطوعية والعمل نحو تحقيق التنمية المستدامة.