اغتيال إسماعيل هنية: جريمة دموية تكشف زيف ادعاءات القوى الإقليميّة وتفكك معادلات الصراع فِي الشرق الأوسط

4 د للقراءة
4 د للقراءة
اغتيال إسماعيل هنية: جريمة دموية تكشف زيف ادعاءات القوى الإقليميّة وتفكك معادلات الصراع فِي الشرق الأوسط

صراحة نيوز | بقلم: آلاء عماد قطيشات

فِي صدمةٍ هزت أركان العالم وأثارت لهيب الغضب والأسى، استشهد القائد الفلسطيني إسماعيل هنية باغتيالٍ غادر، لَيس كفقدان قائد بارز فحسب، بل كعلامة عَلى عمق الفوضى والتشرذم الذي يعصف بالمنطقة. هذه الحادثة المُؤلمة تكشف عَن تعقيدات الصراعات الإقليمية، وتسلط الضوء عَلى الأدوار المشؤومة التي تلعبها قوى إقليميّة ودوليّة، وفي مقدمتها إيران وأمريكا وإسرائيل.

اغتيال إسماعيل هنية عملية دموية تهز قلب المقاومة الفلسطينية:

في سياقٍ متوتر ومعقد، تعرض إسماعيل هنية لعملية اغتيال بشعة استهدفت عمق المقاومة الفلسطينية. كان هنية رمزًا للبطولة والشجاعة، قائدًا يستلهم من دماء الشهداء، ويمثل محور النضال ضد الاحتلال الإسرائيليّ.

إن اغتياله لم يكن مجرد عملية استهداف فرديّ، بل كان رسالة دموية من قوى لا ترغب في السلام، تسعى لإطفاء شعلة النضال والحرية التي أضاء بها هنية درب المقاومة.

إيران ودورها المسموم في تأجيج الأزمات وزعزعة الاستقرار:

فِي ظل هذه الفوضى، تتجلى إيران كفاعلٍ رئيسي فِي تعميق الأزمة، متجاوزةً كل الحدود في تدخلاتها التي تدمير ما تبقى من الاستقرار. إيران، التي تروج لنفسها كمدافعة عَن قضايا المظلومين، تواصل سياساتها المدمرة التي تعمق الانقسامات وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني. من خلال دعم الأطراف التي تثير الفوضى، تصبح إيران شريكًا في نشر العنف وزعزعة الاستقرار، لتثبت بذلك زيف ادعاءاتها بنصرتها لقضايا العدالة.

أمريكا وإسرائيل شركاء الجرائم ضد الإنسانية والعدالة:

في هذا السياق، تلعب الولايات المتحدة وإسرائيل أدوارًا رئيسية في تأجيج الأزمة. إسرائيل، التي تسعى لتوسيع حدودها بدماء الأبرياء، ليست مجرد قوة احتلال بل هي آلة قمعية متوحشة تُمارس سياسة الإبادة والتنكيل. سياساتها القمعية وانتهاكاتها المُتكررة تفضح الوجه الحقيقي لهذا الكيان، الذي يتفنن في إهانة الحقوق وتدمير الأرواح.

أما الولايات المتحدة، فقد أسهمت بفعالية في تعزيز سياسات الاحتلال عبر دعمها غير المشروط لإسرائيل. تواطؤ أمريكا مَع الجرائم الإسرائيلية يجعلها شريكًا مباشرًا في استمرار دوامة العنف، ويغذي معاناة الشعب الفلسطيني. إن الدعم الأمريكي اللامحدود يشجع إسرائيل على التمادي في انتهاكاتها، ويقوض جهود تحقيق السلام العادل.

الصراعات الإقليمية: كيف تعمق الفوضى وتعرقل السلام:

الصراعات الإقليمية الدامية تلعب دورًا حاسمًا في تعميق الأزمات، مما يفاقم مِن حالة الفوضى وعدم الاستقرار. النزاعات الطائفية والسياسية التي تعصف بدول المنطقة توفر بيئة ملائمة لانتشار العنف والدمار. هذه البيئة المضطربة تسهم في استمرار النزاعات وعرقلة جهود تحقيق السلام، مما يجعل الوصول إلى حلٍ دائم شبه مستحيل.

المسؤولية المشتركة وتحميل القوى الإقليمية والدولية أوزار الفوضى والدمار:

في ضوء أحداث الاغتيال الأخيرة، يتضح أن المسؤولية عن قتل إسماعيل هنية تقع على عاتق عدة أطراف. إيران، بتدخلاتها المزعزعة للاستقرار، وأمريكا، بدعمها غير المشروط لإسرائيل، وإسرائيل نفسها، التي تتبنى سياسات قمعية دموية، جميعها تتحمل مسؤولية كبيرة في تعميق الصراعات وتفشي الفوضى. هذه الأطراف، من خلال مصالحها المتضاربة وتدخلاتها السلبية، تسهم في إدامة الأزمات بدلًا من السعي لحلها.

اغتيال إسماعيل هنية هو تذكير صارخ بأن الصراعات الإقليمية تجاوزت الحدود المحلية لتصبح تجسيدًا لمصالح دولية وإقليمية متضاربة. في ظل هذا الوضع، يصبح من الضروري أن تتكاتف جهود المجتمع الدوليّ لتحقيق سلام حقيقي ومستدام، وأن تتحمل الأطراف المتورطة مسؤوليتها كاملة. لتحقيق العدالة، يجب أن يتضافر العمل الدوليّ مِن أجل إيقاف دوامة العنف وتدميرها، ولضمان حقوق الشعوب وإرساء استقرار دائم يعيد الأمل إلى المنطقة.

Share This Article