هل ثمة تقارب استثنائي بين الأردن وإيران ..؟

4 د للقراءة
4 د للقراءة
هل ثمة تقارب استثنائي بين الأردن وإيران ..؟

صراحة نيوزـ ابراهيم عبد المجيد القيسي

كل شيء صعب، قد يحدث في ظروف الحروب، لا أتحدث عن الكوارث فقط، أتحدث أيضا عن الدبلوماسية، واقتناص الفرص الضائعة، ويأتي هذا الحديث على خلفية الاهتمام والترقب الكبيرين، للنتائج العملية من زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي لإيران، والتي وصفت بأنها كانت زيارة تحمل رسائل مهمة في أكثر من اتجاه، وجاءت عشية احتمال اشتعال ساحة أخرى من ساحات «حرب الإبادة» التي تشنها شركة امريكية اوروبية اسمها «إسرائيل»، الخارجة عن كل القوانين البشرية.. علما أنني شخصيا أتمنى أن تشتعل الحرب في كل مكان يخص كل أطرافها المجرمين، وأن يسلم الأردن هذه المرة من كل آثارها، فقد اعتدنا في هذا البلد الصابر أن نتأثر بل نتضرر من كل الحروب التي تحدث بين خصوم خارج اراضينا وكأننا طرف فيها!
في الحروب؛ قد تحتم الظروف على بلدان ودول لا علاقة أو اتفاقيات دفاع مشتركة بينها، أن تلتقي على مصالح، قد تكون على تهديدات ناجمة عن الحرب الدائرة، أو «فرص» أتيحت بسبب تداعيات ظروف الحرب، علما أن «حرب الإبادة في غزة» مجرد جريمة تطهير عرقي، تنفذها جيوش عنصرية، ضد مدنيين عزل أبرياء لا قوة فعلية بيدهم، سوى عدم الرضوخ للمجرمين الذين يسعون لإبادتهم ومصادرة وطنهم وحياتهم.
تناقلت وسائل الإعلام العديد من الأخبار والمعلومات، وأغلبها من باب التكهنات، حول اللقاء الديبلوماسي الأردني الإيراني، وقيل بأن كل طرف قام بتوضيح حدوده وشروطه، في حال تم اشتباك من أي نوع بين إيران والجيش الصهيوني المجرم الذي يحتل فلسطين، فالأردن دولة لها سيادتها على ترابها وفضائها، وإيران لديها الحق بتوجيه رد «حربي» ضد الجيش المجرم، وفي الأردن جيش يحمي بلده، ولديه اتفاقيات دفاع مشترك مع جيوش أخرى، لكنه ليس طرفا بأي حرب واشتباكات تجري بين الآخرين، ومن حقه توضيح موقفه المعروف، بعدم السماح باختراق أجوائه من قبل أي دولة أخرى، وتجنيب أراضيه وشعبه الوقوع في ساحة صراع وحرب جارية بين أطراف وقوى خارجية.
في حال نشوب مواجهة أو قيام إيران بتوجيه رد على اسرائيل، سواء أكان يشبه الرد الذي قامت به شهر نيسان الماضي، أو لا يشبهه، ويُستخدَم فيه المجال الجوي الأردني، لعبور قذائفه وربما طائراته تجاه أهداف اسرائيلية وأمريكية، فالإجراء الأردني المتوقع، يشبه أي إجراء تقوم به أية دولة يتم اختراق مجالها الجوي، وهي تحذير تلك الدولة أو الدول التي تخترق مجالها، بإسقاط ومهاجمة أي جسم يعبر أجواءها من أي اتجاه كان، وفي حال تضررت منشآتها وشعبها من هذه المقذوفات، فمن حقها الرد على مثل هذا الاعتداء، فهو ليس عن طريق الخطأ، بل هو احتمال متوقع بالنسبة لمن يطلق أية قذيفة عبر سماء الأردن.. هذا باختصار سيكون موقف الأردن في مثل هذه الظروف والأحداث إن حدثت.
في المقابل سيكون الخطاب الإيراني مشابها إلى حد ما، فمن حقها أن تطالب الأردن عدم السماح باستخدام أراضيه وأجوائه لانطلاق أو عبور أي مقذوف يستهدف إيران وسلاحها، وإن توافق الطرفان على هذه الإشتراطات فهذا «اتفاق استثنائي»، لن يعجب جهات أخرى، وربما تقوم بتوليف جرائم ضد الإردن، وتلقي باللائمة على الأطراف الأخرى، وهذه حالة تبين مدى حساسية هذه العملية، وليس من السهولة أن يضمن الأردن عدم تطور المواقف في حال حدوث اشتباكات بين ايران وأعدائها، داخل أو على مقربة من حدودنا البرية والجوية..
الاحتمالات مفتوحة في كل الإتجاهات، لاسيما وأن الرد المتوقع قد تشارك به جهات حليفة لإيران، متواجدة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وكذلك بالنسبة للأطراف المشاركة في الجانب الإسرائيلي، كأمريكا التي تنتشر قواعدها في عدة دول في المنطقة.

Share This Article