صراحة نيوزـ بقلمً:د.ايمن العدينات
١.الأصل أن يكون هناك تطابق بين الموقف الرسمي والشعبي للدول والأساس ان يعكس الموقف الرسمي نبض الشعب وتوقعاته لكن على ارض الواقع وفي عالم السياسه اليوم نجد انه من الطبيعي جدا ان يختلف الموقف الرسمي للدول تجاه بعض القضايا عن الموقف الشعبي ،فالموقف الرسمي يدرس خيارات البلد بطريقه اكثر مهنية وتعقيدا بينما تسيطر العواطف والمشاعر الدينيه والقوميه على المواقف الشعبيه ،لذلك من الطبيعي جدا ان يكون هذا الاختلاف .
٢.لكن من غير الطبيعي ان تجبر الحكومات الشعوب على تبني الموقف الرسمي ،خذ على سبيل المثال موقف الشعب المصري من السلام مع إسرائيل والتطبيع إ او موقف الشعب الأمريكي من سياسات اميركا في المنطقه وهكذا .فالموقف الشعبي في الغالب يرتكز على منظومة عواطف ومشاعر مستنده إلى قيم سواء دينيه او قوميه او إنسانيه بحته بينما يستند الموقف الرسمي إلى مصالح الدول ومستقبلها ،،وقد يقول قائل ان جوهر الأصل ان لا خلاف بينهما ولكن احيانا كما يقال للظروف احكام .
٣.واحيانا يكون تباين الموقف الرسمي مع الشعبي نقطة قوه للدوله يستطيع المفاوض الرسمي كسب الكثير من النقاط ،،وفي أحيان اخرى يكون عكس دلكً
٤.الموقف الوحيد الذي يجب ان يتوافق فيه الموقف الشعبي مع الرسمي ويتطابق تماما هو عند خوض المعارك دفاعا عن الوطن ومصالحه الاستراتيجيه ،،هنا لا يجوز ان يكون هناك موقفان لان ذلكً يعني فت عضد الدول وانهيارها
٥.وكلما اتسعت دائرة الديمقراطيه والشفافيه والثقه كلما كان هناك اقتراب اكثر وتطابق بين الموقفين الرسمي والشعبي او على الاقل تفهم شعبي للموقف الرسمي .
٦.والتخوف الكبير من الموقف الشعبي عندما يخرج عن السيطره او الفوضى غير الخلاقه وهنا يجب على الدوله ضبط الامور لصالح أمانها واستقرارها .
٧.ومن الأمور الملاحظه في عالمنا العربي ضعف التفريق بين الرأي الشخصي والرأي الرسمي فيتم سيل التهم للشخص ومحاسبته على موقفه قبل تسلمه موقع رسمي او بعد خروجه منه وبين رأيه الرسمي وهذا برأييي نقص في الوعي .
فمن الطبيعي قبل استلام شخص للسلطه او بعدها ان يكون له راي شخصي ولكن عند استلامه يتخلى عن هذا الرأي لرأي رسمي يأخذ بعين الاعتبار تداعيات هذا الرأي والقرارات لصالح بلده .
وقد رأينا وشاهدنا رؤساء دول كأميركا عند انتهاء ولايته يتحدث برأيه الشخصي الذي اختلف تماما عن رأيه الرسمي فهذا وذاك شيئان مخلتلفان .
خلاصة القول برأيي انه كلما اتسعت دائرة الوعي والشفافيه والديمقراطيه والثقه والتواصل بين الشعوب والحكومات كلما كان هناك تقارب في الموقفين الرسمي والشعبي أويكون هناك تفهم شعبي للموقف الرسمي وهنا يبرز دور الحكومات في هذا المجال بالتواصل وتوضيح الصور احيانا .
على أنه بكل الاحوال يجب على الدول ان تحترم الرأي الشعبي تجاه القضايا كما ان على الشعوب ان تقدر طبيعة الرأي الرسمي وتداعياته واهتمامه بمصالح الوطن الاستراتيجيه .