المطلوب أكثر من الإدانة

4 د للقراءة
4 د للقراءة
المطلوب أكثر من الإدانة

صراحة نيوز- بقلم /حاتم الكسواني

إن قسوة صور الإبادة التي ينقلها المراسلون الإخباريون جراء غارات الطائرات الإسرائيلية على مدارس الإيواء المتواصلة منذ أسابيع يديننا كعرب مواطنين ومسؤولين بحكم علاقة  وحدة الدم واللغة والتواصل الجغرافي والتاريخي والديني ، كما يدين باقي شعوب الأرض بحكم شرعة القانون الدولي والإنساني الرافضة لإستهداف المدنيين العزل خلال الحروب ، والرافضة لإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضدهم .

وعليه فإن جرائم العدو الصهيوني النكراء التي توجها اليوم بجريمة قصف مدرسة ومصلى مدرسة التابعين في غزة التي اوقعت أكثر من 100 إصابة بين النساء والأطفال وعشرات المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الفجر ووصفت الجهات الطبية شدتها وطبيعتها من تدمير  وجرح وتقطيع بأنها صورة لا يمكن للعقل أن يتصورها ، تحتم علينا كعرب أن نخرج عن كل صور الرفض والإدانة اللفظية في رفضنا لممارسات الإحتلال  الصهيوني إلى مواقف عملية تشعر العدو الصهيوني بأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء وأنه قد آن أوان حصاره ومعاقبته مهما كانت نتائج ذلك على علاقاتنا معه ومع الدول المارقة التي تساند سلوكه وتبرره ، فقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر لدى كل شعوبنا العربية ، وإن لم نقم بفعل يلجم الإحتلال الصهيوني سيكتب التاريخ عن جيلنا قادة وشعوبا باننا جبنا عن مواجهة الإحتلال ، وتقاعسنا عن نصرة إخواننا الفلسطينيين وتركناهم لقمة سائغة ينكل بها العدو الصهيوني وقت يشاء وكيف يشاء  .

أن العدو الذي لا يحترم إتفاقيات السلام والتطبيع التي عقدها مع الدول العربية لا يجوز له أن يطلب منها أن تلجم مشاعرها وواجباتها القومية والوطنية ، وأن تلتزم بالتنسيق معه وحماية مصالحه ومده بإحتياجاته الحياتية ، ولا يجوز له أن ينعم  ببقاء  حدودنا مفتوحة معه ليمر من خلال اراضينا وموانئنا واجوائنا جيئة وذهابا بل ويستخدمها في أغراض قتاله مع أبناء جلدتنا وجرائم إبادته لهم … فالمطلوب على أقل تعديل الآن أن تغلق الحدود ما بيننا وبينه وأن تلغى كل التعاملات والتعهدات لحين عودته إلى رشده وتوقفه عن مهاجمة إخواننا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وعلى طول كل الحدود العربية .

والمطلوب أن لا نعود إلى علاقاتنا معه إلا بعد أن يعلن إلغاء كل مطامعه في الأرض العربية وفق طموحاته التلمودية المعلنة في الأرض العربية ، وأن يقر بكل قرارات الشرعية الدولية القائلة بضرورة انسحاب العدو الصهيوني من الأراضي الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية .

ماذا والا سيأتي يوم توثق  فيه وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي صور تخاذلنا بأفلام  ترصد مثلا  تحصينات الجيش المصري واسواره الشائكة على الحدود مع غزة ، كما ترصد إنسحابه بعيدا عن ممر فيلادلفيا تمهيدا لإحتلاله من قبل إسرائيل بشكل لا يعود فيه  الجيش المصري يسمع أو يرى ما يحصل داخل غزة من قتل وجرائم ضد المواطنين الفلسطينيين ، وبصورة تشبه دفن النعامة لرأسها في الرمال ظنا منها أنها بذلك تحمي نفسها من أية مخاطر ما دامت لا ترى إقبالها عليها  ….وصور أخرى كثيرة على كل الساحات العربية التي استقبلت،  واحتفت ، وغضت الطرف ، وتقاعست عن كل فعل يمنع الضرر عن شعب فلسطين .

فالمطلوب اليوم .. أكثر من الإدانة

Share This Article