صراحة نيوزـ عوض ضيف الله الملاحمه
للسنة السادسة وقلمي يخط بإحترام ما يراه ضرورياً ، وواجباً وطنياً او قومياً صادقاً . رغم تعرضه لإنتكاستين مهولتين ، عظيمتين كادتا تُخرِسانه وتُلجِمانه . الإنتكاسة الأولى :— تتمثل في قانون الجرائم الإلكترونية الذي بدأ نفاذه بتاريخ ٢٠٢٣/٩/١٢ ، حيث إقتضى الأمر مراجعة حصيفة لآلية الطرح لتتماشى مع ما إستجد ، وكذلك وضع مقاربة جديدة لأسلوب النقد ، مع المحافظة على الإستمرار بنفس النهج . والإنتكاسة الثانية :— تتمثل في التأرجح في التفكير بين الإنتصار العظيم الذي حققته المقاومة الفلسطينية في غزة والمبادءة والإقدام الذي شلّ العدو ، وأذهل العالم بكُلِّيته ، وبين العدوان الإجرامي الذي شنه العدو مدعوماً من — حلف الشر — حلف شمال الأطلسي ، والذي ما زال مستمراً ويزداد شراسة مع مرور الوقت . وهنا أَلجم العدوان على غزة الأقلام ، وأصبحت كل الأحداث صغيرة مقارنة مع جرائم العدو ، فصغُرت كل الأحداث أمام هول ما يُقترف من مجازر ، وما زال شلّال الدم مستمراً ، وما يبعث على القرف حدّ التقيء صمت وخيانة النظام الرسمي العربي المُخزي .
ما ذُكِر اعلاه قلّص عدد مقالاتي لهذه السنة الى ( ٩٤ ) مقالاً خلال العام الذي مضى مقارنة باعداد المقالات في السنوات الخمس الماضية . حيث وصل العدد الإجمالي لمقالاتي خلال ال ( ٦ ) سنوات الماضية الى ( ٧٥٧ ) مقالاً .
واعداً بالإستمرار في الكتابة بنفس النهج المحترم الذي عهدتموني عليه ، قابضاً ومتمسكاً بوطنيتي وقوميتي ، وسالكاً طريقاً شائكاً خطِراً لا يعلم خطورته الّا من سلكه . مُقدِّراً إصرار القراء الكرام وجرأتهم على إستمرار المتابعة رغم المخاطر ، معتبراً ذلك تضحية منكم ، تحظى بإحترامي ، ودافعاً لي للمزيد من العطاء .
مُعتبراً هذا الجهد المتواضع — الذي جاء في عمرٍ متأخر كثيراً — جهاداً بالكلمة الصادقة ، الملتزمة ، الهادفة ، النبيلة ، الدافئة ، الحيية ، غير المساوِمة ، وغير المُرتجِفة ، البعيدة عن الغمز واللّمز ، والتي لا تهدف الى أية منفعة شخصية ، لقول ما يجب ان يُقال ، في قول الحق ، وكشف الحقيقة ، ما دمت لا أقوى على الجهاد بالنفس لخذلان العمر .
وأختم بأبيات أعجبتني بعنوان ( قلمي الجريح ) للشاعر السعودي / عبدالرحمن العشماوي ، حيث يصف قلمه ويقول :—
على قلمي تكاثرت الجروحُ / فما يَدري بأيِّ أسىً يبوحُ
كأنّ برأس ريشته دُواراً / وثغراً من مواجعها يصيحُ
إذا أمسكتُه لأَخُطَ حَرفاً / تَلجلج نُطْقُه وهو الفصيحُ
أُضاحكه بأنغام القوافي / فأشعر أنّه عنِّي يُشِيحُ
على قلبي من الأعباءِ حِمْلٌ / وفي أعماقِه حُلُمٌ يَنُوحُ
وكم حاولتُ صَرْفَ أسايَ عنه / فلم أُفلِحْ ولم تَزُلِ القُروحُ
كأنَّ الحِبْرَ في قلمي دموع / على وجناتِ أوراقي تَسيحُ .
ملاحظة :— هذه الأبيات الجميلة دقيقة التوصيف ارى انها تشبه قلمي الى حد بعيد وكأن قلمي هو الذي خطها ، لكنني اختلف عما جاء فيها في توصيف رجفة القلم . أُقسم لكم ان قلمي لم يرتجف ولا مرة مهما كانت حساسية وخطورة ما يخط . لأن قلمي كما قلبي لم يعرف الإرتجاف على مدى العمر .