صراحة نيوز- حاتم الكسواني
ما زلنا نراوح مكاننا في عملية عقد صفقة لوقف إطلاق النار في غزة حيث مازال نتنياهو يتلاعب بالمفاوضين فكلما اعتمدوا انهم اقترحوا للوصول إلى إتفاق يقدم لهم مطالب جديدة ودونما أن يغلي دم احدهم من الوسطاء أو المفاوضين في عروقه فيرفع صوته معترضا على ما يجري .
ومازلنا نسمع نغمات نشاز تتعلق بهذه القضية وتعيدنا إلى المربع الأول من قضية الشعب الفلسطيني ، فهاهو دونالد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة المرشح لمنصب الرئاسة في الإنتخابات القادمة يعزف أبشع نغمة نشاز ميكافيلية غايته فيها تبرر وسيلته للوصول إلى اصوات اللوبي الصهيوني في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية … أبشع نغمة يمكن أن ينطق بها سياسي في التاريخ الحديث بتصريح أثناء تظاهرة إنتخابية يقول فيه :
”إسرائيل مجرد بقعة صغيرة مقارنة بهذه المساحة الشاسعة من الأرض. قلت: هل هناك طريقة للتوسيع؟ إنها صغيرة جداً.” هذا ما قاله ترمب، وهذا يعكس الطموح الإسرائيلي لتحقيق ما يُعرف ب “إسرائيل الكبرى ”
هذه مغازلة نشاز يغازل فيها مرشح رئاسي مؤيدي إسرائيل طمعا باصواتهم على حساب شعب وأرض فلسطين وعلى حساب آلامهم المستمرة و اللامتناهية .
وكلما زار بلينكن المنطقة فإنه يعزف نغمات النشاز التي يثبت فيها لقومه في المجتمع الإسرائيلي أنه ياتيها كيهودي ينتمي لإسرائيل أكثر من إنتمائه لما يمثله كوزير للخارجية الأمريكية حيث تتماهى مواقفه مع المواقف والرغبات الإسرائيلية رغما عنه ونزولا عند كوامن نفسيته اليهودية العنصرية التي تدعوني للإستغراب من كل من يتقابل معه ويصافحه من المسؤولين العرب في الوقت الذي فضلت فيه لاعبة إيرلندية مشاركة في أولمبياد باريس أن تصافح حذائها على مصافحة منافستها الإسرائيلية .
ونظرا لتهدئة موقفي إيران وحزب الله المهددين بالرد بقوة على إسرائيل لتجرئها على إغتيال القائدين اسماعيل هنية في إيران وفؤاد شكر في لبنان نجد بأن المواقف الإسرائيلة من عقد صفقة وقف إطلاق النار في غزة آخذة بالتشدد أكثر فأكثر.لدرجة أن بلنكن اليهودي حتى النخاع عاد لإسطوانته النشاز القاضية بتحميل حماس مسؤولية تعطيل الصفقة نتيجة عدم استجابتها لمطالب نتنياهو الإستسلامية التي يريد بها تقديم صورة نصره المزعوم للمجتمع الإسرائيلي .
لكن الذي لا شك فيه ان معركة طوفان الأقصى ضربت أسس المشروع الإستعماري الأمريكي في المنطقة ” الكيان الصهيوني ” و ان صمود المقاومة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، وتنامي إسناد محور المقاومة لمعركة طوفان الأقصى اجهزت على هذا المشروع وخلطت كل أوراقه فطار صواب الأمريكان والإسرائيليين بهذيان جنوني تمثل بتصعيد عمليات الإبادة ومساع تصل حد الرجاء بمطالبة حركة المقاومة الإسلامية حماس وشقيقاتها أن تستجيب للمبادرة الأمريكية التي اعطوها وصف الفرصة الأخيرة ، رغم إدراكهم بأن الشعب الفلسطيني والغزي على وجه الخصوص لن يرضى أقل من وقف إطلاق النار في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل أراضيها، وإدخال المساعدات إليها ، وإعادة إعمارها .
والحقيقية ان صمتنا والتنسيق الأمني وأغنياء الحروب هي الآلات الموسيقية التي تؤدى بها كل المعزوفات النشاز التي نسمعها هنا وهناك حيث تبحث شؤون القضية الفلسطينية .