صراحة نيوز – يوسف الفقهاء
في فجر 29 مارس 2002، بدأت إسرائيل واحدة من أكبر عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، عملية أطلق عليها “الدرع الواقي”. جاء هذا الهجوم بعد يومين من التفجير الدموي الذي نفذه الفلسطيني عبد الباسط عودة في فندق بارك بمدينة نتانيا، حيث أودى بحياة 30 إسرائيليًا وجرح 146 آخرين خلال عيد الفصح اليهودي.
لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه، لكنه كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للحكومة الإسرائيلية. رئيس الوزراء آنذاك، أرئيل شارون، أمر بشن عملية عسكرية واسعة النطاق بهدف سحق الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي كانت مشتعلة منذ عامين.
على الأرض، تحركت القوات الإسرائيلية بسرعة نحو المدن الفلسطينية، بدءًا من مدينة طولكرم، حيث فجرت المبنى الذي كانت تسكنه أسرة عبد الباسط عودة. كما فرضت حصارًا خانقًا على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله، وهو حصار استمر حتى نهاية حياته.
على مدار ستة أسابيع، سيطرت القوات الإسرائيلية على معظم مدن الضفة الغربية. ورغم الأهداف المعلنة للعملية، إلا أن العمليات الاستشهادية لم تتوقف بشكل ملحوظ، مما دفع إسرائيل بعد انسحابها إلى الشروع في بناء الجدار العازل كإجراء أمني إضافي.