صراحة نيوز – يوسف الفقهاء
شهد الإعلام الرقمي تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح أسرع في التغير مقارنة بوسائل الإعلام التقليدي.
هذا التحول أدى إلى انتشار الإعلام الرقمي بشكل أوسع وأصبح يشكل تحدياً كبيراً للإعلام التقليدي.
يتطلب هذا التحول جهوداً إضافية من وسائل الإعلام الرقمي للحفاظ على مصداقيتها في ظل انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة.
وفي هذا الإطار، أكد المختص في الإعلام الرقمي الدكتور محمود الرجبي خلال حديثة لـ “صراحة نيوز” ، أن “الإعلام الرقمي شهد تحولات جذرية في السنوات الأخيرة، حيث أدى تطور التكنولوجيا والإنترنت إلى انتشار سريع لهذا النوع من الإعلام”.
وأضاف أن هذه التحولات لم تؤثر فقط على شكل الإعلام، بل غيرت أيضاً مضمون المحتوى الإعلامي، حيث ظهرت أنواع جديدة من الصحافة مثل صحافة البيانات والصحافة الاستقصائية.
وأوضح الرجبي، حول مصداقية وسائل الإعلام الرقمي في ظل انتشار الأخبار الزائفة أن “أحد أكبر التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي اليوم هو انتشار الأخبار غير الدقيقة بسبب الفورية والسريعة التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي”.
وأضاف أن هذا الانتشار الواسع للأخبار غير المؤكدة يؤثر سلباً على مصداقية الإعلام الرقمي، خاصة مع ظهور ظاهرة المؤثرين الذين ينشرون الأخبار بشكل سريع دون التحقق منها.
فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الصحفيين في الإعلام الرقمي مقارنة بالصحافة التقليدية،
قال: “الصحفيون في الإعلام الرقمي يواجهون تحديات كبيرة في التحقق من صحة الأخبار، والطلب المستمر على إنتاج مواد جديدة بشكل سريع”.
وأشار إلى أن السرعة في النشر أحياناً تؤدي إلى تراجع في جودة المحتوى المقدم، مما يزيد من مسؤولية الصحفيين في الإعلام الرقمي.
وتحدث الرجبي، عن أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة المحتوى الإعلامي، موضحاً أن “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في توسيع نطاق الجمهور وتحسين جودة المحتوى من خلال تحليل تفضيلات الجمهور واستخدام الكلمات المفتاحية المناسبة”.
ومع ذلك، شدد على ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وليس كبديل كامل عن الصحفيين.
كما تناول الدكتور الرجبي تأثير خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي على توزيع المحتوى، مشيراً إلى أن “هذه الخوارزميات غالباً ما تكون متحيزة، خاصة تجاه المحتوى المؤيد للقضية الفلسطينية، مما يحد من انتشار هذا النوع من المحتوى”.
وأكد على أهمية تطوير استراتيجيات للتغلب على هذه التحيزات، لكن الحل الجذري يتمثل في وجود اتفاقيات دولية تضمن حيادية المنصات في التعامل مع المحتوى العربي.
وفي ذات السياق ، أوضح الرجبي، أن “تفوق الإعلام الرقمي على الإعلام التقليدي لم يعد مجرد توقعات مستقبلية، بل هو واقع ملموس الآن”.
وأضاف أن “الإعلام التقليدي لا يزال يتمتع بمصداقية أكبر، لكن الإعلام الرقمي يفرض نفسه بفضل سرعته وسهولة الوصول إليه”.
و أشار الرجبي إلى أن “الإعلام الرقمي يلعب دوراً مهماً في تعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي بين المجتمعات المختلفة، حيث يتيح للمحتوى الانتشار عبر مختلف البيئات بغض النظر عن الجغرافيا”.
ولكنه حذر من نهاية حديثة من السلبيات التي قد تظهر مع استخدام هذه المنصات، مثل التنمر ونشر الكراهية، مؤكداً على ضرورة تطوير نموذج يجعل من الإعلام الرقمي أداة لتعزيز الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.