صراحة نيوز ـ وكالات – متابعة آلاء قطيشات
مَع اقتراب موعد الانتخابات النيابيّة في الأردن يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2024، تُطرح قضية نزاهة وشفافية الانتخابات كعامل رئيسي في تعزيز ثقة المواطنين في العملية الانتخابية ومخرجاتها. ضمان الشفافية والنزاهة لا يُعدّ فقط مطلبًا قانونيًا، بل هو حجر الأساس لبناء ديمقراطية حقيقية تعتمد على إرادة الناخبين بعيدًا عن أي شكل مِن أشكال التلاعب أو الفساد.
دور الهيئات الرقابيّة في تعزيز النزاهة:
في الانتخابات الأردنيّة، يلعب دور الهيئة المستقلة للانتخاب دورًا محوريًا في تأكيد الشفافية والنزاهة. تم تأسيس الهيئة بموجب تعديلات دستورية في عام 2011 لتكون مسؤولة عن إدارة الانتخابات والإشراف عليها، بعيدًا عَن تدخل الحكومة. تعمل الهيئة على ضمان سير العملية الانتخابيّة وفقًا للقوانين والمعايير الدولية، من خلال مراقبة تسجيل الناخبين، والإشراف على التصويت، وإعلان النتائج النهائية.
إشراف المجتمع المدني والإعلام:
تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا هامًا في مراقبة العملية الانتخابية. تعمل هذه المنظمات بالتنسيق مع الهيئة المستقلة، وتقوم بإرسال مراقبين محليين ودوليين لضمان النزاهة. إضافة إلى ذلك، يلعب الإعلام دورًا في توثيق العملية الانتخابية ونشر الوعي حولها، مما يساعد على تقليل فرص التلاعب أو التزوير.
استخدام التكنولوجيا لتعزيز الشفافية:
في ظل التطورات التكنولوجية، تسعى الأردن إلى أتمتة بعض جوانب العملية الانتخابيّة، مثل التسجيل الإلكتروني ومراقبة الأصوات، ما يُسهم في تعزيز الشفافية وسرعة الإعلان عن النتائج وتقليل الأخطاء البشرية.
تحديات النزاهة في الانتخابات:
ورغم هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات تواجه مسألة الشفافية، منها المخاوف المتعلقة بشراء الأصوات وتأثير المال السياسي. كما يثار تساؤل حول قدرة الهيئة المستقلة عَلى مواجهة هذه التحديات بشكل فعّال. في الانتخابات السابقة، أثيرت عدة شكاوى حول هذه القضايا، ما دفع الحكومة للعمل عَلى تعزيز قوانين مكافحة الفساد الانتخابيّ ومحاسبة المتورطين في انتهاك القوانين الانتخابية.
أهمية النزاهة لتعزيز الثقة:
تعتبر نزاهة الانتخابات عاملًا أساسيًا في بناء الثقة بين المواطنين والدولة. بدون هذه النزاهة، يفقد المواطنون إيمانهم في قدرة النظام السياسي على تمثيلهم. لذا، فإن الشفافية في جميع مراحل الانتخابات – من التسجيل وحتى إعلان النتائج – هي الأساس لضمان القبول الشعبي للنتائج، والحد من التوترات التي قد تنتج عن شعور بعض الناخبين بعدم العدالة.
في الختام، ومع اقتراب الانتخابات الأردنية، تظل النزاهة والشفافية مطلبًا شعبيًا ومؤسساتيًا يعزز من ثقة المواطنين في العملية السياسيّة ويضمن مشاركة فعّالة تعكس إرادتهم الحقيقية.