صراحة نيوز ـ وكالات – متابعة آلاء قطيشات
تعتبر الإصلاحات الأخيرة في قانون الأحزاب الأردني جزءًا من الجهود المستمرة لتعزيز الديمقراطية في البلاد وتحديث النظام الانتخابي. أُقرَّ قانون الأحزاب الجديد في إطار إصلاحات سياسية شاملة تهدف إلى تعزيز المشاركة الحزبية وتقوية دور الأحزاب في العملية الانتخابية. هذا القانون يغير من قواعد اللعبة الانتخابية ويطرح نموذجًا أكثر تمثيلًا وعدالة للمواطنين.
ماذا يتضمن قانون الأحزاب الجديد؟
في ضوء القانون الجديد، تم تعزيز دور الأحزاب في الانتخابات لضمان أن يكون لها دور حقيقي ومؤثر في التمثيل السياسي. القانون يتطلب أن يكون للأحزاب قاعدة شعبية واسعة وموزعة في مختلف محافظات المملكة، مما يعزز التمثيل الوطني ويحد من الفردية السياسية التي كانت سائدة في الانتخابات السابقة.
إحدى أهم سمات القانون الجديد هي تحويل النظام الانتخابي إلى نظام قائم على القوائم الحزبية، حيث يتطلب من الأحزاب تقديم قوائم مرشحين في الانتخابات العامة. هذا يعني أن القانون يدعم المشاركة الفاعلة للأحزاب ويحد من ظاهرة الصوت الفردي، التي كانت تسيطر على المشهد الانتخابيّ سابقًا وتعرقل العمل الجماعي والتوجهات الوطنية.
أهمية إصلاح النظام الانتخابي الجديد:
1. تعزيز دور الأحزاب السياسية: قانون الأحزاب الجديد يعزز من مشاركة الأحزاب في الحياة السياسية بشكل كبير. فبدلاً من الاعتماد على الأفراد فقط، أصبح للأحزاب دور أساسي في تشكيل البرلمان وصنع القرار السياسي. هذا الإصلاح يدعم الاستقرار السياسي ويعزز من قدرة البرلمان على معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية من خلال برامج وخطط سياسية واضحة.
2. العدالة في تمثيل الفئات الاجتماعية: تسعى الإصلاحات الجديدة إلى تحقيق تمثيل أوسع للفئات المختلفة في المجتمع الأردني، بما في ذلك النساء والشباب والأقليات. تم تعزيز مقاعد النساء وزيادة فرص تمثيلهم في البرلمان من خلال قوائم الأحزاب، وهو ما يُعتبر خطوة نحو تمكين المرأة بشكل أكبر في الحياة السياسية.
3. الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية: من ضمن أهداف هذه الإصلاحات هو تعزيز الثقة في النظام الانتخابي من خلال ضمان الشفافية والنزاهة في جميع مراحل العملية الانتخابية. تسعى الحكومة إلى تبني أساليب جديدة للإشراف على الانتخابات وتطبيق معايير دولية تضمن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
التحديات المستقبلية:
رغم هذه الإصلاحات، لا يزال هناك تحديات كبيرة أمام النظام الانتخابي. فعلى سبيل المثال، تبقى مشاركة المواطنين، خاصة الشباب، أمرًا حساسًا. إذ يعاني البعض من فقدان الثقة في قدرة النظام السياسي على إحداث تغيير حقيقي. كذلك، يبقى تحدي تمكين الأحزاب وتطوير قدراتها في تقديم برامج سياسية واقعية وعملية أحد العوامل الحاسمة في نجاح هذا القانون.
خلاصة القول إصلاح النظام الانتخابي وفقًا لقانون الأحزاب الجديد يُمثل خطوة هامة نحو تحقيق التمثيل الديمقراطي الشامل في الأردن. إن تعزيز دور الأحزاب وضمان نزاهة الانتخابات سيكون له تأثير كبير في المستقبل السياسي للبلاد. ومع اقتراب الانتخابات القادمة في 10 سبتمبر 2024، يأمل المواطنون في أن تسهم هذه التغييرات في دفع العملية الديمقراطية نحو الأفضل، وفي تمثيل حقيقي لجميع فئات المجتمع الأردني.
ومن الواضح أن القانون يشكّل خطوة مهمة نحو تعزيز الإصلاح السياسي عبر تشجيع الأحزاب على تقديم برامج سياسية أكثر وضوحًا وتمثيلًا لمختلف شرائح المجتمع. كما أن إعادة تنظيم العملية الانتخابية لتكون قائمة على القوائم الحزبية تساهم في الحد من الفردية السياسية وتعزز من الديمقراطية.
لكن النجاح الفعلي لهذا القانون يعتمد على مدى التزام الأحزاب بتنفيذ برامج إصلاحية حقيقية ومدى قدرة المواطنين، خصوصًا الشباب، على المشاركة الفعّالة. إن تحقيق تحول حقيقي نحو الإصلاح السياسي لا يتوقف فقط على تغيير القوانين، بل أيضًا على تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات السياسية، ودعم بيئة شفافة ونزيهة تضمن تمثيل كافة فئات المجتمع.
إذًا، يمكن القول إن قانون الأحزاب الجديد يشكل فرصة كبيرة للإصلاح السياسي؛ لكنه لن يكون نقطة التحول الحقيقية إلا إذا تم تطبيقه بشكل فعال وتم دعم المشاركة الشعبية عبر آليات شفافة ومسؤولة.