صراحة نيوز- بقلم / عبدالله بني هاني
يوم الثلاثاء الموافق 10 أيلول، سيكون لك موعد مع محطة تاريخية مهمة في مسيرة الوطن، حيث تفتح صناديق الاقتراع أبوابها لاختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب. هذه الانتخابات ليست مجرد حدث روتيني، بل هي فرصة للمساهمة في رسم مستقبل الأردن. ولكن، لماذا تعد هذه الانتخابات على وجه الخصوص ذات أهمية كبيرة؟ ولماذا يجب أن نختار بعناية ووعي؟
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، كان أول من أطلق رصاصة التحديث السياسي، إذ قام بجمع جميع القوى السياسية، سواء كانت أحزاباً أو أفراداً، بهدف تقديم رؤية سياسية شاملة تضمن مشاركة الجميع في صياغة مستقبل الأردن. رؤية جلالة الملك جاءت لتحدث تغييراً جذرياً في الحياة السياسية، وتفتح المجال أمام المشاركة الفاعلة لجميع فئات المجتمع. وجلالة الملك هو الضامن لهذه المنظومة، لضمان نجاح عملية التحديث السياسي وتمكين المؤسسات من القيام بدورها في خدمة الوطن.
وفي نفس الإطار، يسعى سيدي سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، حفظه الله، إلى تمكين الشباب والشابات الأردنيين ليكونوا مواطنين فاعلين في المجتمع، من خلال مؤسسة ولي العهد. هذه المؤسسة تعمل على تعزيز قدرات الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليصبحوا جزءً لا يتجزأ من المرحلة المقبلة، ويساهموا في تحقيق رؤية جلالة الملك المعظم، في بناء مستقبل مشرق للأردن. الشباب هم القلب النابض للأمة، ودورهم في المرحلة المقبلة سيكون حاسمًا في دفع عجلة التقدم والتطوير.
الأردن يمر بمرحلة مليئة بالتحديات الاقتصادية والسياسية، ولكنها مليئة أيضاً بالفرص الواعدة. التضخم، البطالة، والديون الخارجية، كلها تتطلب حلولاً إبداعية وسريعة. ففي المقابل، لدينا فرص كبيرة للنهوض إذا تمت إدارتها بحكمة. مجلس النواب القادم سيكون عليه دور كبير في صياغة التشريعات التي ستؤثر على مسار البلاد. ولذلك، اختيارك للنواب القادرين على تحمل هذه المسؤولية هو أمر حاسم في تحقيق هذه التطلعات.
وعندما نتحدث عن الانتخابات، يجب ألا يقتصر تفكيرنا على الأسماء فقط، بل يجب أن نركز على البرامج السياسية والاقتصادية التي تقدمها الأحزاب والمرشحون. هل هذه البرامج تقدم حلولاً حقيقية لمشاكل الأردن؟ هل تتضمن خططاً لتطوير الاقتصاد، وتحسين التعليم، والرعاية الصحية؟ الأحزاب القوية التي تقدم برامج واقعية وقابلة للتنفيذ هي التي تستطيع أن تسهم في بناء مستقبل أفضل للوطن.
نحن بحاجة إلى نواب يستطيعون مناقشة القوانين بوعي، وإصدار تشريعات تخدم المصلحة العامة. مجلس النواب، هو العين التي تراقب الحكومة وتتابع أداءها. لذلك، يجب أن نختار نواباً يمتلكون الجرأة والكفاءة لمحاسبة الحكومة عند الحاجة، والتأكد من أن كل قرار يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
الرقابة البرلمانية هي جزء أساسي من عملية الحكم الرشيد، وهي السبيل لضمان الشفافية والمساءلة في جميع جوانب العمل الحكومي.
صوتك هو مستقبلك، لذلك يجب أن نتذكر أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق، بل هي واجب وطني. جلالة الملك وضع حجر الأساس لمنظومة التحديث السياسي، والتي تضمن مشاركة الجميع، الآن، الدور علينا لنكون جزءً من هذه العملية التاريخية.
وصوتك هو مفتاح التغيير، والامتناع عن التصويت هو تفويت لفرصة المساهمة في صناعة المستقبل. ضع الأردن أمام عينيك وأنت تختار، لأن قرارات اليوم ستحدد مستقبل الغد. يوم 10 أيلول، هو فرصة للجميع لنساهم معاً في بناء أردن أقوى، فلنختر بحكمة ولنكن جزء من التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه جميعاً.