صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني
تأسست الأونروا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 (رابعا) في 8 كانون الأول 1949 “لتنفيذ برامج إغاثة وتشغيل مباشرة” للاجئي فلسطين. بدأت الوكالة عملياتها في الأول من أيار 1950.
لدى الأونروا تفويض إنساني وتنموي بتقديم المساعدة والحماية للاجئي فلسطين ريثما يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
وتستمد الأونروا تفويضها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجهاز الأم للوكالة، والجمعية العامة وحدها هي التي يمكنها تحديد تفويض الأونروا. لم يتم تحديد ولاية الوكالة في مصدر أو وثيقة واحدة. بدلا من ذلك، فإن ولاية الوكالة مستمدة في المقام الأول من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تعمل الانروا على تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لقرابة 5.6 مليون لاجئ فلسطيني تم تهجيرهم من مدنهم وقراهم التي عرفوها وطنا لهم منذ آلاف السنين إلى الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة .
وتعتبر الانروا شاهدة التغريبة الفلسطينية ، ورفيقة أيام الناجين من النكبة منهم ، وملاذ الفلسطينيين وراعيهم في الحرب والسلم .
فمنذ خمسينات القرن الماضي حضرت الأنروا في مخيمات الفلسطينيين الناجين من جرائم عصابات الهاجانا وشتيرن و الإرجن وغيرها من العصابات منفذة هولوكوست التهجير القسري الأول للفلسطينيين حيث قدمت لهم خدمات الإيواء والغذاء والتعليم .
وبرفقة الانروا وبفضل خدماتها ومصداقية رعايتها للفلسطينيين فقد برع الفلسطينيون بتجاوز محنتهم وابدعوا في تلقي العلوم وإحتراف المهن التي اهلتهم للانتقال إلى اقطار الوطن العربي والعالم كاطباء ومهندسين وحرفيين مهرة و كعلماء مميزين في مختلف مشارب العلوم والوانها فصنعوا لأنفسهم سمعة وسيرة طيبة أمام شعوب العالم ، فشلت كل محاولات دوائر و مؤسسات اللوبي الصهيوني واذرعه الشيطانية التي حاولت مرارا وتكرارا وبكل وسائل التأثير وتشكيل الرأي العام من النيل من إنطباعات شعوب العالم حول ماهية الشخصية الفلسطينية وإسقاط صفة الشعب المقاوم التواق للحرية والإستقلال والرافض للإحتلال عنها وتلبيسها صفة الشعب الهمجي الإرهابي المعتدي من غير وجه حق .
74 عاما ومازالت الانروا وفية لأهداف تأسيسها تحمي الهوية الفلسطينية ، وتبني اجيالها ، وترعى صحة أطفالها وشيبها وشبابها .
واليوم والشعب الفلسطيني يتعرض لموجة الإبادة والتهجير القسري الثاني ، تكابد الانروا الأمرين في مقاومة محاولات إلغائها من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي بكل أشكال التآمر الصهيوني وحججه الواهية التي تستعدي كل الدول المؤيدة للرواية الصهيونية ضد الانروا ، وتحثها على وقف دعمها المادي لها لإفلاسها .
كل ذلك إدراكا من المنظومة الصهيونية لخطر منظمة الأنروا كشاهد على كل تفاصيل ومسارات القضية الفلسطينية يوما بعد يوم منذ يوم النكبة الفلسطينية عام 1948 حتى يوم قتل كوادرها في غزة لمنعهم من تقديم المساعدة والحماية الإنسانية للشعب الفلسطيني المعرض للإستهداف والإبادة من قبل قوات الإحتلال الصهيوني في غزة والضفة وكل مخيمات الشتات الفلسطيني .
اليوم رغم كل العداء الصهيوني للأنروا توسع الأنروا تحالفاتها وتتلقى دعم الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة وقادة دول يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية وبأهمية دورها ، كما تتلقى دعم مؤسسات المجتمع المدني في كثير من الدول المساندة والمؤيدة لبقاء الانروا واستمرار أدائها لمهامها في رعاية ودعم أبناء الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات لهم كمؤسسة خصصتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لرعاية الفلسطينيين الناجين من النكبة وتقديم الحماية والمساعدات الإنسانية لهم لحين التوصل إلى حل منصف ودائم لمحنتهم التي صنعتها دول الإستعمار القديم بأيدي الحركة الصهيونية العالمية ،كالدعم المتمثل بإتفاقية غرفة صناعة الأردن التي وقعتها مع الانروا اليوم الخميس 13 /9 / 2024 بهدف تمكين الطرفين من إيصال مساعداتهما لفلسطينيي القطاع .
واخيرا لا بد أن نشير إلى أشكال التقدير التي تتلقاها الانروا تقديرا لتمسكها وإصرارها على القيام بدورها في حماية ورعاية الشعب الفلسطيني و الذي تمثل بمنحها مثلا وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن… ناهيك عن تقدير وولاء أبناء الشعب الفلسطيني لمنظمتهم الحمائية الدولية ” الانروا” حيث تعلموا في مدارسها واقاموا فيها هربا من قصف قوات الإحتلال التدميري بالسلاح الأمريكي حتى صادف كثير منهم الموت نتيجة ذلك ، ونجا آخرون منهم من جرائم نكبتهم الثانية التي تنفذ بأيدي قوات الإحتلال الصهيوني الإسرائيلي دون بارقة أمل بإنهاء نكباتهم التي تجري تحت سمع وبصر العالم الذي يدعي أنه حرا .
وستبقى الانروا توأم نكبات الشعب الفلسطيني وشاهدها الذي لا يتخلى ولا يخون.