صراحة نيوز: كتب:عوض ضيف الله الملاحمة
دولة الرئيس ، مع ان بدايتك في نوعية وعدد الوزراء في تشكيلتك الوزارية تعطي مؤشراً غير مبشر ، لكنها بالتأكيد لن تكون منطلقاً للحُكم والتقييم .
لماذا يا دولة الرئيس ارهقت موازنة الدولة ب ( ٣٢ ) وزيراً أغلبهم من الحكومة السابقة ؟ ولماذا يا دولة الرئيس تعين وزيراً للدولة للشؤون الخارجية ؟ فنحن لسنا دولة عظمى ، وعلى مدى علمي ليس لدينا مستعمرات مترامية الأطراف ، تتطلب الإشراف عليها ، ومتابعة شؤونها . لماذا لم توكل الأعمال الإدارية الى وكيلي الوزارة ؟ كما ان عتبي عليك كما عتب الشعب الأردني بكافته ان تُعيد الوزيرين اللذين حكمت اللجنة التي شكلتها الدولة بإدانتهما وحملتهما مسؤولية وفاة عددٍ كبير من أبنائنا الطلبة ؟ والعجيب ان رئيس لجنة التحقيق النيابية تم تعيينه وزيراً زميلاً لهما ، كيف يحدث هذا !؟ هل ذاكرة الدولة الأردنية تشبه ذاكرة السمكة !؟
دولة الرئيس ، مع ان بدايتك لا توحي بأنك تهتم بوقف الهدر ، الا أنني أرى ان امامك فرصاً كبيرة لتوفير سيولة جيدة لإنفاقها على المشاريع الرأسمالية لتوفير فرص عمل تحد من نسبة البطالة ، واهم واكبر فرص الانفاق غير المبرر تتمثل في :—
١)) الهيئات المستقلة ، حيث ان عددها ربما يصل الى (٧٠ ) هيئة او يزيد ، وتكلف الخزينة ما يزيد عن ( ٢ ) مليار دينار سنويا ، وأظنها هي السبب الرئيس في تحميلنا هذه المديونية الضخمة التي تصل الى ( ٤٥ ) مليار دينار وتمثل ( ١١٤ ٪ ) من الناتج المحلي الإجمالي . على ان يتم الحاق العاملين فيها في الوزارات ذات الصلة ويطبق عليهم كادر الوزارات من ناحية الرواتب والمزايا .
وعليه ارى ان ( تشرب حليب السباع ) مرة واحدة في حياتك وتنقذ وطنك ، وسوف تسجل انجازاً عظيماً في حياتك . لا ادري عن الأسباب الكامنة وراء تخوف كافة الرؤساء عند ذكر الهيئات المستقلة . من الذي ورائها ومن يدعمها ، بالتأكيد انه يريد تدمير الوطن . دولة الرئيس صدقني لو اقدمت على هذه الخطوة ، وخلّصت الوطن من هذا السرطان لأصبحت بطلاً وطنياً ، وسيسجل إسمك باحرفٍ من نور .
٢ )) وقف الهدر غير المبرر ، وقد تم تقديره غير مرة بحوالي ( ٦٠٠,٠٠٠,٠٠٠ ) دينار سنوياً .
٣ )) تقليص عدد السفارات في الخارج . وتكليف السفارات بالعمل على التعريف بالاستثمار في الاردن .
٤ )) الحد من ارسال الوفود من مجلسي النواب والاعيان ، وتكليف السفراء للمشاركة بالمؤتمرات في تلك البلدان .
٥ )) عدم السماح للوزراء بتغيير سياراتهم وديكورات مكاتبهم .
٦ )) وقف المكافأة الشهرية للوزراء والبالغة ( ( ٥,٠٠٠ ) دينار ، زيادة على الراتب وتصدر بشيك منفصل ، والتي تُصرف منذ حكومة دولة / فيصل الفايز قبل حوالي عشرين عاماً ، إذا كانت لا زالت تُصرف .
٦ )) إحداث تخفيض كبير على المبالغ التي تُصرف لكبار المسؤولين كنثريات ( pity cash ) , والتي تبلغ الملايين سنوياً .
يبدو من تشكيلة حكومتك أنك لا تعبأ بوضع حدٍ للهدر ، لكنني وددت التذكير ليس أكثر .
وأختم بأبيات متناثرة من قصيدة للشاعر النبطي / حمود الجلوي ، حيث يقول :—
الوضع فالت والديار محكومة / وشلون أجل لو ما فيه حكومة
ما عاد نعرف أرضنا من سمانا / واللي يلوم الشعب الله يلومه
ناس تحارب مصلحة شعبها دوم / كن بينها وبين المواطن خصومة
من حولنا نشوف الديار تتطور / وكلٍ مع نفسه يسابق حلومه
ونقول أحسن ناس والوضع ماشي / بس الخطط والرؤية شبه معدومة
فساد مستشري بكل المجالات/ وسياسة الترقيع قعده وقومه
ما في حاجة منها ترفع الراس / كلٍ على ما قيل يقضي لزومه
نعشق بلدنا لكن نخاف منه / ومنه عليه نخاف تكثر سهومه
من صادها عشى عياله وربعه / والا البلد والناس آخر همومه
المسألة بالمختصر سوء إدارة / ما كل ولد فلان يملا هدومه
وما كل مناسب بالمكان المناسب / كم واحدٍ أطول من مقاسه كمومه
يا سيدي الوضع محتاج ترتيب / نرفض بلدنا كل شاري يسومه
إضرب على الكايد وحنا يمينك / والخير منك نحتري قدومه
اقولها عني وغيري كثيرين / كم واحدٍ شايف ونفسه كتومه
والله ما دورت منصب ولا جاه / لكني شايل مع بلادي همومه
ضايع ومتعوس ومحبط ومستاء / رغم اني شخص أحب الحكومة .