صراحة نيوز – بقلم : الدكتور عديل الشرمان
الحقائق التالية تجيب على كافة ما يدور في الأذهان عن حقيقة وخفايا ما يجري من حولنا في كثير من البلدان العربية:
كل الميليشيات عبر التاريخ تأسست في بيئة خصبة من حالة عدم الاستقرار التي تمر فيها الدول، وذلك بهدف خلق حالة من الفوضى، والسيطرة على صناعة القرار في البلدان التي تأسست فيها، واستنزاف مواردها ومقدراتها سعيا لخدمة أهداف داعميها ومؤسسيها في الخارج.
ليس من بين أهداف الميليشيات القتال خارج الحدود، بل كل أهدافها لا تتعدى حدود الدول التي تأسست فيها، وتوسيع دائرة التدمير والخراب والشرذمة فيها، والدليل على ذلك أن تلك الميليشيات لم تتمكن من حسم دائرة الصراع لصالح أي طرف في البلدان التي وجدت فيها.
كافة الميليشيات في كل بلدان العالم تتلقى الدعم من الخارج، وتم تأسيسها خدمة لأهداف خبيثة بعضها معلن، وكثيرها في الخفاء، وفي مقدمة هذه الأهداف تفتيت المجتمع، وتغذية الصراعات الطائفية والمذهبية والقبلية والعرقية فيه.
لا يمكن للمليشيات أن تحسم الصراع بينها وبين الجيوش النظامية في الداخل، حيث تحافظ الجهات الداعمة والممولة على ابقاء حالة من التوازن بينها وبين الجيوش النظامية، لأن الهدف الذي تأسست من أجله هو استنزاف موارد الدول وتحويلها إلى دول فاشلة لأطول فترة ممكنة خدمة لأهداف واجندات المؤسس والممول.
يهدف مؤسسو الميليشيات إلى ابقاء الحاكم مجرد حاكم مريض، وهيكل منزوع الصلاحيات، لا حول له ولا قوة، في حين يكون المتحكم في القرار قوى خارجية تقف وراء الميليشيات التي انشأتها.
ينتهي دور هذه الميليشيات ويجري تفكيكها حال تغيّر الظروف، وحال الانتهاء من الدور الذي أنشئت من أجله، أو ترك هذه المليشيات تتخبط في صراع طويل داخل الدول.
لا تفضل الحكومات والجيوش النظامية الدخول في صراع مع الميليشيات في الداخل، لأن ذلك يعني المزيد من الخسائر، والمزيد من الهدم والتدمير والفوضى، ومن الصعب أن يخرج طرف بنصر حاسم على الآخر.
غالبا ما تمارس هذه الميليشيات أنشطة تجارية غير مشروعة (تهريب النفط، الذهب، المخدرات، والبشر، …الخ) وترتبط بعلاقات فساد مالي مع عناصر من الأنظمة الحاكمة لتمرير مخططاتها.
من هنا لا يمكن النظر للمليشيات إلا في هذا الإطار ، ولا يمكن أن تتوقع منها محاربة عدو في الخارج، أو المساهمة في بناء دول وتطورها أو المحافظة على استقرارها، لذلك فهي لعنة كبيرة مدمرة تطارد الحكومات والدول التي وجدت فيها.