صراحة نيوز – كتب: حاتم الكسواني
اليوم والشعب الفلسطيني في شمال غزة يجوع ويعطش ويباد فنحن نتسائل ” لماذا خفتت الأصوات المنادية بوقف الإبادة والتجويع والدعوة إلى فتح المعابر وإيصال المساعدات للمنهكين المحاصرين الصامدين.. أين ذهبت أصواتكم ، ماذا أصاب مشاعركم .
اليوم مازالت المقاومة الفلسطينية في غزة صامدة وتنصب الكمائن ، وتفجر فتحات الأنفاق و تدمر آليات العدو الصهيوني بالياسمين وشواظ، إلا أن حجم المعاناة كبير وأكثر من يكتوى بنارها أضعف الناس ” الأطفال والنساء والشيوخ ” .
اليوم التقط حزب الله أنفاسه وعاد يضرب العدو الصهيوني ضربات نوعية مؤلمة كتلك التي نفذها على معسكر بنيامينا الخاص بلواء جولاني
فكل يوم يثبت للذي سبقه والذي يليه إننا نواجه عدوا بلا قلب وبعقل فيه لوثة الإنتقام والإدعاء والإعتداء ولا يجدي معه إلا مواجهته بالقوة المفرطة وبذات أسلوبه .
اليوم ما علينا إلا أن نتخيل بأن صور ضياع أطفال غزة وبكائهم وجراحهم الغائرة بعد كل غارة طيران صهيونية ضياعا وبكاء وجراحا سيصيب يوما أطفالنا إذا لم نساهم بردع هذا العدو المتعطش للدماء هو ومسانديه خاصة ذلك المجفف ” بايدن ” الصهيوني .
ماذا دهانا ؟!
هل وكلنا إيران بأن تخوض معركة الفصل مع العدو الصهيوني ومسانديها نيابة عنا ؟!
وهل تعتقدون بأن إيران ستستمر بمقارعة قوى البغي وتخوض معركتها المصيرية ضد الصهيونية الإسرائيلية والعالمية ، والإمبريالية الغربية ، والنفاق والخداع الأمريكي البشع لتنتصر للامة وحدها .
لا اعتتقد بأن إيران تفعل ذلك وتضحي بمستقبل اجيالها بالتطور والتقدم والتنمية ، أو أنها ستضحي من أجلنا وتخسر تطلعاتها بتبوء موقع قيادي في منطقتنا و بين الأمم وضمان امنها وإستقرارها بعد أن تغدو دولة نووية يحسب لها ألف حساب .
فإيران ليست الشهيد حسن نصر الله الذي آمن بضرورة مقاومة العدو الصهيوني وإنهاء وجوده في منطقتنا لإستشعاره للخطر الوجودي الذي يحيق بفلسطين ولبنان وكل دول الطوق والامة العربية بوجود إسرائيل كمشروع استعماري سرطاني يسكن في قلب الوطن العربي وتتنامي عدوانيته يوما بعد يوم ، ويتمسك بشعاراته التلمودية دون أي تنازل عن أي منها .
رفع نصر الله شعار تحرير المسجد الأقصى من براثن الإحتلال الصهيوني ، بل أنه كان يصر على تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، وهي شعارات يخشى كثير من قادة الأمة أن يرفعها لأنها وفق منطق شرطى منطقتنا و جلاد العالم السيد الأمريكي تعتبر من المحرمات .
ايضا هل تعتقدون بأن العدو الصهيوني سيكتفي بما يحققه في هذه المنازلة ام أنه سيكمل مشواره بالذهاب إلى تحطيم عناصر قوى أهل المنطقة السياسية والعسكرية ما أمكنه ذلك ، كما حاول مؤخرا مع حزب الله بالإختراق الإستخباري ، والإغتيالات ثم بدء عملية العبور البري للبنان ، لينتقل إلى ما بعدها ” سوريا والأردن والعراق والسعودية ثم سينعطف نحو اليمن التي يشن حملة واسعة عليه بالإدعاء أنه أرض التوراة الحقيقية هو والسعودية ” ارض خيبر ”
وبكل الأحوال فنحن نعتقد بان الفلسطينيين واللبنانيين ومع مقاومتهم البطولية التي خلطت اوراق المشروع الإستعماري الامروأوروبي بتأسيس دولة اسرائيل ليسوا كاهل أمريكا الأصليين ” الهنود الحمر ” الذين ذهبت بلادهم لغيرهم من قتلة أوروبا ومجرميها لان الفرق بينا وبينهم يتمثل بانهم ليسوا أبناء أمة ستنصرهم طال الزمان أو قصر ، فالفلسطينيون واللبنانيون محاطون بامة تمتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ، وتحتل قلب العالم ومعابره المائية. وتملك اغلب نفطه ، وأكثر من 300 يوم من شمسه الساطعة ، وتعد مليارا من السكان فإينما وقف العدو الصهيوني وأعوانه في إحتلالاتهم فسيقفون على حدود أمة تعاديهم وتحمل لهم كرها وبغضا وثأرا لا تطفئ اوار ناره الأيام ، وسيكون هناك بانتظارهم امثال خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وحسن نصرالله واسماعيل هنية ويحيى السنوار وكل المجاهدين الذين لم يقبلوا الصهيوني كمكون من مكونات وشعوب منطقتنا بل رفضوه وقاوموه ومازالوا يفعلون ذلك كل يوم رغم آلامهم ومعاناتهم .
اما هذا النتنياهو الفاشي النازي القاتل فإذا لم تعتقله وتحاسبه محكمة العدل الدولية فسيصادف كثيرا من أبناء الأمة الذين يحملون في صدورهم غلا وعزما على محاسبته وعلى طريقتهم ، وكما يحلو لهم ،
نتنياهو لن ينجو ولو قبع بقبو ، أو تخفى بإطلاق العنان للحيته ، او غير اسمه كما حدث مع القاتل الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة، رادوفان كرادجيتش، بعد إدانته بالمسؤولية عن عمليات الإبادة الجماعية في سربرينيتشا وحصار ساراييفو الدامي قبل 20 عاما .