الدكتور عبدالمهدي القطامين
جلالة الملك …ملك المملكة الاردنية الهاشمية الرابع سلام من الله عليك وبعد.
اخاطبك يا صاحب الجلالة من داخل مملكتنا التي احببنا ونحب حتى اننا نرى الشمس على جدران منازلها احب منها على جدران غيرها ونعلم اننا لو فرطنا في الوطن فلن نجد ارضا تلم غربتنا ولا قبرا يحنو على عظامنا اذا ما اصبحنا تحت التراب الا قبرا يضمنا في هذه الارض التي نتيمم بطهرها اذا نادى المنادي للصلاة .
فيا سيدي الملك ومن طبع الملوك اذا خاطبهم الناس ان يستمعوا لنبض قلوبهم قبل ان يستمعوا لصدى اصواتهم اقول لك من بلدك العزيز ومن منزلي الذي يحتويني وهو معروف لدى الجميع فلست ممن يعارضون عبر وسائل التواصل الاجتماعي من بلاد بعيدة وانما من هذه الارض التي قبضنا على جمرها فعاشت بنا وعشنا بها اقول لك يا سيدي الملك ان شعبك يئن ويشكوا وان قال لك غير ذلك من يريدون ان تظل كراسيهم ملتصقة بهم فقد كذبوا ورب الكعبة .
يا سيدي الملك ان الطبقة الحاكمة منذ خلق هذا الوطن هم ذاتهم ما زالوا يقبضون على نفس الناس وحقهم في العيش الكريم ويصادرون حتى حقهم في قول اه ان مسهم الوجع او حل بهم داء …والطبقة ذاتها ما زالت تغزل بذات المغزل وتنسج بذات الخيط وها نحن نعيش بؤس نسجهم وغزلهم فلماذا اذن يظلون يا صاحب الجلالة ..هل اقفرت بلادنا او عقمت نساؤنا ان تنجب قادة وطليعة تتقدم المسيرة .
اعرف يا سيدي الملك انك تنأى بنفسك عما يصنعون وقد اوهوا الادارة العامة في وطننا الذي كان يصدر الكوادر البشرية الى بلاد الدنيا كلها وضيقوا الخناق على من يستحقون القيادة وقاتلوهم تحت ذريعة ان لم تكن معي فأنت ضدي …وقد قلنا لهم سنكون معكم اذا كانت بوصلتكم تتجه للوطن او تومي اليه حتى من بعيد وقد عرفنا يا رعاك الله ان وظائف الدولة توزع كالغنائم في الحرب لكن بدون قتال بل في جلسة سمر تتخذ القرارات فيجلب فلان قريب فلان وابن فلانة ويقصى فلان لان امه ليست بخبازه حتى ولو كان امام منزلها الف طابون ومخبز .
يا سيدي الملك …لقد كثر الشاكون وقل الشاكرون وان قلنا لهم لماذا تضيقون على خلق الله اختبأوا خلف عباءتك وقالوا بصوت يشبه الهمهمة …من فوق …وقد قلت لنا ذات مرة ان من زعم بذلك فهو كاذب لكنهم ما زالوا يكذبون .
فيا سيدي الملك ان للناس حاجات وفيك فطانة …وقد زادت الحاجات وقلت الفرص وان وجدت تم اقتناصها من بعضهم تحت ذريعة الاقربون اولى بالمعروف .
قالوا يا سيدي الملك ان الطبقة الوسطى صمام امان المجتمع افلا ينظرون اليها وقد باتت اثرا بعد عين وما عاد في المجتمع الا طبقة مخملية تلوي عنق التنمية لصالحها وطبقة مسحوقة هدها الجوع والمرض وان تمادى باحدهم المرض تكرموا عليه بعلاج هو حقه .
اما مؤسسات المجتمع المدني احزابا ونقابات فقد باتت تصارع من اجل الوجود بين مطرقة وسندان وتهديد ووعيد من طبقة الحكم ذاتها مع ان تلك المؤسسات معاول بناء لا هدم وتقدم لا تراجع وفضيلة لا رذيلة .
المعارضة الوطنية يا صاحب الجلالة هي ايضا اداة من ادوات الحكم فهي تؤشر على الخلل وتصحح ما اعوج من امر الحقيقة وتساند الدولة لكي تبقى وتصمد وتقاتل من اجل وجودها لكنها ما زالت تتعرض للاقصاء حتى في اللقاءات التي تتم معكم يتم استبعادها كي لا تقول الحقيقة التي تطمسها النخب الحاكمة .
هذه رسالتي يا سيدي الملك ارسلها لكم من وطني موشحة بمحبة لكم ومحبة لوطن يجمعنا يضمنا ببرده ودفئه وغضبه وثورته وحنانه وعطفه …وطن اقسمنا ان لا نموت الا فيه وان لا ندفن الا بترابه فثمة حبل سري بيننا لن ولا يموت.