صراحة نيوز ـ كتب ماجد القرعان
الله سبحانه وتعالى هو وحده الواحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفوا أحد وبالتالي من غير المقبول ومرفوض جملة وتفصيلا ان يدعي احد كان انه يملك الحقيقة أو ان ما يقوله او يدعيه هو الصواب ومن يخالفه الرأي والموقف هو عدوه .
يوما بعد يوم تتعاظم الاختلالات في منظومة القيم جراء عوامل دخيلة واحداث تعصف بالأقليم والتي من المفترض ان تدفعنا للحوارات البناءة من أجل التوافق على قواسم مشتركة تحمي الوطن ومصالحنا العليا من اية تداعيات سلبية وغير محمودة لكن وبدل ذلك تتعاضم الإختلالات جراء فئة عُميت ابصارهم وغُسلت ادمغتهم لأهداف هم أنفسهم يجهلونها قاعدتهم ( ان لم تكن معي فانت عدو ) وكأني بهم يسعون الى زعزعة أمن واستقرار دولتنا الذي نفاخر بهم الأمم .
لقد اقر الاسلام التعددية الدينية (لكم دينكم ولي دين) والتعددية في الالوان والاجناس والعقائد ( ومن اياته خلق السموات والأرض واختلاف السنتكم والوانكم ) وعرفت امتنا الاسلامية التعددية الفكرية والثقافية والمذهبية والفقهية كما عرفت التعددية في مجال الدعوة فوسع الناس بعضهم بعضا فوجدنا رخص ابن عباس وعزائم بن عمر وفقه ابي حنيفة واثرية ابن حنبل ومقاصدية الشاطبي وظاهرية ابن حزم ورقائق الجنيد وفلسفة ابي حامد الغزالي واجتهاد ابن تيمية.
ما تقدم يقودنا الى عمليات غسيل الأدمغة التي تغير سلوك الأنسان وهي عملية يتم التخطيط لها من ذوي التخصصات والخبرات في هذا المجال كالخبراء العسكريين والعلماء في علم النفس وعلم الإجتماع وعلم الآنثروبولوجي وعلم الفسيولوجيا إضافـة إلى ما يتوفر لدى القائمين عليها من إستعدادات وقدرات فرديـة كالكارزما .
وكلمه غسيل كما هو معروف فى اللغه تشير الى تنظيف الشىء من الاوساخ ولكن هل لها هنا نفس الرونق .
غسيل الدماغ يتم باستخدام أي طريقة للتحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه ويسمى أيضا غسيل المخ أو لحس المخ أو الدماغ أو التفكيك النفسي وتعرف ايضا بانها ( العملية التي يقصد بها تحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته وتبنِّيه لقيم أخرى جديدة تفرض عليه ممن يأسره فغسيل المخ هو محاولة تغيير الاتجاهات النفسية وهو محاولة لتوجيه الفكر الإنساني ضد ما سبق أن اتخذ من عقائد وميول وهو إعادة تعليم وتحويل من إيمان بعقيدة معينة إلى كفر بها وإيمان بنقيضها ) .
ليس جديدا على الدولة الأردنية تحميلها مسؤولية اغتصاب فلسطين من قبل جهات مغرضة ( دول وتنظيمات ) لهم اهدافهم فهو التحدي الأكبر الذي نواجهه منذ تأسيس الدولة رغم ما قدمته وتقدمه بمحدودية مواردها وامكانياتها لحماية حقوق الشعب الفلسطيني واقامة دولتهم المستقلة وبحمد الله اننا كنا وما زلنا بمستوى القدرة على مواجهة هذه التحديات .
شخصيا تحضرني العديد من المواقف والذكريات المشرفة للدولة الأردنية وبخاصة في عهد الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه وعهد الملك المعزز عبد الله الثاني حفظه الله ورعاها بخصوص القضية الفلسطينية قضية الأردن الأولى وما قدمه ويقدمه على حساب احتياجات وتطلعات شعبه والمكانة العالمية التي تحققت بفضل السياسة المتوازنة ومواقفنا الثابتة حيال مختلف القضايا والحس الوطني الذي يمتاز به الشعب الأردني .
أقول لناكري المواقف والمتاجرين بقضايا الأمة والذين دأبوا على الأبتزاز هداهم الله لقد ولجنا المئوية الثانية من عمر الدولة وبعون الله سنمضي … وأختم بالآية الكريمة
( ﺑَﻞْ ﺍﺗَّﺒَﻊَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻫْﻮَﺍﺀَﻫُﻢْ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻋِﻠْﻢٍ ﻓَﻤَﻦْ ﻳَﻬْﺪِﻱ ﻣَﻦْ ﺃَﺿَﻞَّ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻣَﺎ ﻟَﻬُﻢْ ﻣِﻦْ ﻧَﺎﺻِﺮِﻳﻦَ ) صدق الله العظيم .