صراحة نيوز ـ حاتم الكسواني
مما يلفت الإنتباه في موضوع إستشهاد المناضل الأيقونة يحيى السنوار تلك الحملة المسعورة من وسائل إعلام عربية وكتاب مأجورين صدرت لهم التعليمات فانبروا لشيطنة البطل وتشويه صورة البطولة التي عكستها مقارعته لقوات الإحتلال مقبلا غير مدبر ومتقدما صفوف المجاهدين الغزيين في ميدان الشرف والبطولة ، فقالوا أنه إنتحر ، وقالوا أنه تم تسليمه من قبل المخابرات المصرية لجيش العدو الصهيوني ، ووصموه بالإرهابي … كل ذلك لانه في إستراتيجية العدو الصهيوني محرم علينا صفات البطولة والشرف والشجاعه والفداء والقادة القدوة ، فمنذ بواكير تأسيس،كيان الإحتلال وهو يعمل على تشويه شخصية الإنسان العربي خاصة القادة منهم ورموز النضال حيث أسقط عليهم صفات الخيانة والجشع والفردية وحب السلطة والمال والمجون .
وقد جند العدو الصهيوني وارباب مشروعه الإستعماري الإستيطاني كل قدرات دوائر الاستخبارات الصهيونية والغربية ومختلف وسائل الإعلام وقدراتها الشيطانية وعلى رأسها السينما الهوليودية التي لم تترك فرصة إلا وأستغلتها لرسم صورة سلبية لشخصية وقيم الإنسان العربي .
ونستذكر هنا جهد تلك الدوائر بالتشكيك بصورة قادة الأمة جمال عبد الناصر صاحب مقولة ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وصدام حسين الذي ماأنفك عن التأكيد على عزمه تحرير فلسطين وإنهاء كل خطاباته بقولته الشهيرة عاشت فلسطين حرة عربية حتى وهو على حبل المشنقة ، كما كان يكرر مقولته ” إش وقت تهتز الشوارب ” وجلالة الحسين بن طلال الذي وصم نتنياهو بعقلية القلعة والذي قال عنه نتنياهو عند رحيله ” لقد رحل الرجل الذي كنت أخشاه، وياسر عرفات الذي زرع في وجدان الشعب الفلسطيني حتمية النصر والتحرير بترديده مقولته الشهيرة ” سيأتي يوم يرفع فيه شبل من أشبال فلسطين أو شبلة من أشبال فلسطين علم فلسطين فوق أسوار القدس … يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون ” والقذافي الذي صرخ في مؤتمر قمة عربي محذرُا القادة العرب بقوله ” بعد فلسطين سيأتي دوركم وستسقط كل كراسيكم ” كلهم تم التشكيك بنسبهم واتهموا بانهم ابناء يهوديات أو انهم عملاء للامريكي أو الصهيوني أو انهم مجانين وكانت النتيجة أن تم التآمر عليهم وقتل معظمهم بمؤامرات من قبل عملاء المخابرات الأمريكية والصهيونية والغربية .
اما المؤامرة الكبرى فكانت بالتآمر على المشروع النضالي السني في المنطقة العربية واضعاف الدول السنية وتدمير مقدراتها العسكرية والإقتصادية والتنموية وإسقاط مشروعها التحرري المؤيد لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتحرير الوطن الفلسطيني من ايدي المشروع الإستعماري الإحلالي الصهيوني فتم تدمير العراق وسوريا ومصر القوية واضعاف الأردن وإشاعة الفوضى الطائفية في لبنان وتحطيم السودان سلة غذاء الوطن العربي وكذلك ليبيا والجزائر الغنيتان والمؤيدتان والداعمتان لنضال الشعب الفلسطيني لإسترداد حقوقه ، كما تم إرهاب وإغراء دول الخليج العربي بالحماية وتعظيم الإستثمار والتطور المظهري فالتطبيع .. وكذا كل الدول العربية .
وكان من ملامح تحطيم وحدة دول المشروع السني إستبدال هوية بعض دوله بمشروع شيعي أو طائفي آخر كما في سوريا فظهرت إرادة العمائم السوداء التي بعد فرض سيطرتها إتخذت خيارا يتفق مع عقيدتها وتمثل بخيار تأسيس محورا للمقاومة يعمل على تحرير القدس والوطن الفلسطيني تشكل من قوى العمائم السوداء وعمة بيضاء أسقطت خيار الحل السلمي لمحمود عباس وجماعته بخيار النضال العسكري والمقاومة المسلحة .
وبعد ما قدمت العمة البيضاء الغزاوية ما قدمته من تضحيات في مقارعتها للعدو الصهيوني توجتها العمة البيضاء السنوارية في تصميمها لمعركة طوفان الأقصى الخالدة ثم استشهاد صاحبها يحيى السنوار بأشرف صورة تعيد أمجاد أهل السنة في معارك الفتح الإسلامي ونشر الدين الإسلامي في كل أصقاع الأرض حيث بدأنا نتلمس ملمة صحوةٍ للمارد السني ليشكل وحدة العمائم التي ستعيد لنا الأرض والمسجد والكرامة بإذن الله وأمره… يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون