سحر مصر: من القاهرة إلى سيوة

2 د للقراءة
2 د للقراءة
سحر مصر: من القاهرة إلى سيوة

صراحة نيوز – قام الرحالة المغربي ابن بطوطة بزيارة مصر في مطلع القرن السابع الهجري/ الـ13 الميلادي، دوّن انطباعاته عن عاصمتها القاهرة في مؤلفه المعروف “رحلة ابن بطوطة”. أطلق عليها “أم البلاد”، ووصفها بأنها “قرارة فرعون ذي الأوتاد، المتناهية في كثرة العمارة بالحسن والنضارة، كريمة التربة، مؤنسة لذوي الغربة”. لم يمر بمصر مسافر أو رحّال إلا ووجد في مصر الترحاب والمؤانسة التي تجعله يشعر بأنه ليس غريبًا عن هذه البلاد.

رغم شهرة مصر بمعالمها القديمة مثل الأهرامات والمعابد، هناك العديد من التجارب المميزة التي تنتظرك بخلاف الوجهات المعروفة. القاهرة، المعروفة بـ”مدينة الألف مئذنة”، تُعد متحفًا مفتوحًا يروي قصص التاريخ في كل ركن من أركانها. السير في شوارعها يكشف عن تنوعها المعماري وروحها المتفردة، فهي لا تقتصر فقط على الطابع الإسلامي التاريخي، بل تمتزج فيها آثار الحضارات المتعاقبة.

من الأهرامات الشاهقة إلى مسجد محمد علي بقبابه ومآذنه، وفي الأزقة الضيقة لحي الحسين وشارع المعز، تتجلى المساجد والخانات والأسبلة الإسلامية، مما يجعل الزمن يبدو وكأنه يدور حولك. السحر الحقيقي للقاهرة لا يكمن فقط في معالمها، بل في حياة أهلها وحركتهم المستمرة في شوارعها الصاخبة. التجول بين شوارع القاهرة المليئة بالذكريات سيجعلك ترى مدينة تشبه دولًا منفردة في اتساعها وكثرة أهلها وعظمة بنيانها. كما قال المستشرق الإنجليزي ستانلي لين بول في كتابه عن القاهرة: “ومن لم يرَ القاهرة، لم يرَ الدنيا”.

واحة سيوة، واحدة من الوجهات الفريدة، تجمع بين الجمال الطبيعي والثراء الثقافي والعلاجات الطبيعية. تقع سيوة على الحدود الغربية لمصر، وتتميز بطبيعتها البكر وأشجار الزيتون والنخيل، فضلاً عن عيونها الدافئة، مثل عين كليوباترا الشهيرة.

كما أن ثقافة أهل سيوة، الذين يتحدثون الأمازيغية إلى جانب العربية، تضيف جمالية إلى المنطقة، مع بيوتها القديمة المبنية من الملح الصخري الطبيعي. بين جنباتها، تنتشر منتجعات الإقامة البدائية التي تعدك بالابتعاد عن إيقاع الحياة المعاصرة السريع. وتجربة الدفن في الرمال الساخنة في سيوة، تُعد من أكثر التجارب العلاجية الطبيعية شهرة في مصر، مما يجعل سيوة ذكرى جميلة لا تُنسى.

Share This Article