“تحت الركام: صمود وتضحيات طواقم مستشفى كمال عدوان في مواجهة العدوان”

3 د للقراءة
3 د للقراءة
"تحت الركام: صمود وتضحيات طواقم مستشفى كمال عدوان في مواجهة العدوان"

صراحة نيوز – يوسف الفقهاء

“تحت الركام”.. فيلم يوثق مآسي مستشفى كمال عدوان وصمود طواقمه

في قلب شمال قطاع غزة، حيث بلغت ضراوة العدوان الإسرائيلي ذروتها، يقف مستشفى كمال عدوان شاهداً على قصص من الصمود لا توصف بالكلمات، وعلى تضحيات طاقم طبي يواجه الموت والدمار بشكل يومي.

يروي الفيلم الوثائقي “تحت الركام”، الذي عرضته منصة 360، قصة المستشفى تحت ظروف عمل مستحيلة، ويقدم شهادات مؤثرة من أفراده، مسلطاً الضوء على شجاعة الكوادر الطبية التي اختارت عدم الاستسلام رغم القصف والتهديدات المستمرة.

قبل الحرب، كان مستشفى كمال عدوان من أهم المستشفيات في غزة، وخصوصاً في طب الأطفال، حيث يؤكد مديره حسام أبو صفية أن المستشفى كان مميزاً بتقديم خدمات تخصصية للأطفال، ونجح في تطوير بروتوكول لطب الأطفال اعتمدته مستشفيات القطاع الأخرى.

ومع دوي الانفجارات في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن المستشفى حالة الطوارئ، وهرعت الطواقم الطبية إليه وهي تدرك أن القادم سيكون أكثر قسوة، وفقاً لمدير التمريض عيد صباح.

تزايدت أعداد المصابين بسرعة غير مسبوقة، وباشرت الطواقم بتقديم الإسعافات الأولية رغم نقص حاد في الإمدادات والوقود والكوادر الطبية. وصف الممرض أحمد معروف انهيار النظام الصحي داخل المستشفى، مشيراً إلى مشاهد الدمار وآثار الدماء التي عكست الألم والمعاناة الحقيقية.

مع اشتداد الأزمة، اضطر الطاقم الطبي للعمل وفقاً لنظام مفاضلة، حيث يوضح أبو صفية: “كنا نحاول إنقاذ من نعتقد أن لديهم فرصة للنجاة، فيما كنا مضطرين لترك الآخرين”. وكانت من أشد اللحظات ألماً مرور الطواقم فوق المصابين الذين لم يكن لديهم أمل في النجاة.

تعكس شهادات الطواقم المعاناة اليومية، حيث يروي أحمد سالم، ممرض في قسم العناية المركزة، كيف اضطر لترك بعض المرضى لإنقاذ آخرين، ما أثار غضب الأهالي. ويتحدث سالم بألم عن مئات المرضى الذين توفوا أمامهم دون القدرة على تقديم العون.

لم يقف العدوان عند حدود المستشفى، بل استهدفت الغارات أروقته ومحيطه، فيما لجأ مئات المدنيين إليه لاعتقادهم أنه أكثر أماناً، إلا أنهم وجدوا أنفسهم تحت مرمى النيران.

وتنقل الصور مشاهد مؤلمة لحالات وفاة النساء الحوامل وفقدان الأجنة، حيث استشهدت أمهات فيما أجنتهم أحياء. واستشهد العديد من أفراد الطواقم الطبية أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين، وكان مشهد استشهاد أحد المسعفين من اللحظات المؤلمة التي نقلتها كاميرات الفيلم.

لم تقتصر الأزمة على القصف؛ فقد تسبب نقص الوقود والأدوية والأكسجين في تهديد حياة المرضى، وخصوصاً الأطفال في أقسام الحضانة. ووصف أبو صفية الوضع بأنه “مأساوي”.

ويسلط الفيلم الضوء على الحصار المفروض على المستشفى، حيث اقتحمت قوات الاحتلال المكان وجردت الأطباء والمرضى من ملابسهم، في محاولة لتصويرهم كمقاتلين.

وبعد انسحاب قوات الاحتلال، بدا المستشفى مدمراً بلا ملامح، مما دفع الكوادر إلى البدء بعملية إعادة التأهيل والترميم. ويذكر أبو صفية أن المستشفى قدّم 25 شهيداً من طاقمه الطبي، فيما لا يزال مصير 10 آخرين مجهولاً بعد اعتقالهم.

ورغم كل الصعاب، يواصل طاقم مستشفى كمال عدوان أداء رسالته الإنسانية متحدياً الموت والدمار، في قصة صمود وشجاعة تستحق أن تُروى.

"تحت الركام: صمود وتضحيات طواقم مستشفى كمال عدوان في مواجهة العدوان" "تحت الركام: صمود وتضحيات طواقم مستشفى كمال عدوان في مواجهة العدوان" "تحت الركام: صمود وتضحيات طواقم مستشفى كمال عدوان في مواجهة العدوان"

Share This Article