صراحة نيوز ـ يشهد عالم الهواتف الذكية تحولًا جذريًا بفضل الذكاء الاصطناعي، إذ يرى كريستيانو أمون، الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم أن الذكاء الاصطناعي المدمج في الأجهزة سيقلب مفاهيمنا التقليدية حول أنظمة التشغيل ومتاجر التطبيقات.
وأوضح أن تقنية (وكلاء الذكاء الاصطناعي) ستمنحنا القدرة على التفاعل مع هواتفنا بطرق أكثر طبيعية ومرونة، إذ يمكننا إعطاء أوامر مباشرة للوكيل الذكي لتنفيذ المهام بدلًا من التنقل بين التطبيقات المختلفة.
ويتفق مع ذلك العديد من الخبراء، الذين يرون أن الذكاء الاصطناعي المدمج في الهواتف سيؤدي إلى تغيير جذري في الطريقة التي نتفاعل بها مع هواتفنا، فبدلًا من الاعتماد على التطبيقات المتخصصة لكل مهمة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعلم فهم احتياجاتنا وتقديم حلول مخصصة فوريًا. تخيل أن يكون لديك مساعد شخصي ذكي قادر على تنفيذ مهام معقدة بدلًا منك، مثل إلغاء الاشتراكات غير المرغوب فيها أو إدارة الميزانية الشخصية.
وهذا ما أثبتته شركة كوالكوم وشركاؤها، خلال العروض التوضيحية في مؤتمر سنابدراجون الذي عقدته الشركة الأسبوع الماضي، فقد قدمت شركة (هونر) Honor مثالًا عمليًا على كيفية استخدام وكيل الذكاء الاصطناعي في إدارة المهام الروتينية، إذ يمكنه البحث في تطبيقات مثل Alipay وWeChat، وإلغاء الاشتراكات غير المرغوب فيها تلقائيًا.
وتُعدّ هذه مجرد بداية، إذ أظهرت الشركات الأخرى المشارِكةُ مجموعةً واسعة من التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي المدمج في الجهاز، بدءًا من تحسين جودة الصور، ووصولًا إلى التحقق تلقائيًا من رصيدك المصرفي قبل إجراء عملية شراء.
من غير المتوقع أن تتنازل كل من جوجل وآبل بسهولة عن السيطرة على أنظمة الهواتف الذكية المربحة التي أنشأتها، لذلك تتسابق الشركتان الآن للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي، وذلك من خلال تطوير مساعديهما: سيري و Gemini، ليصبحا أكثر ذكاءً وقدرة على فهم اللغة الطبيعية وتنفيذ المهام المعقدة.
فقد أدمجت جوجل Gemini كليًا في تجربة المستخدم في نظام أندرويد، كما طرحت خلال الشهر الماضي مزية (Gemini Live) التي تتيح لمستخدمي نظام أندرويد إجراء محادثات طبيعية وتفاعلية مع مساعدها (Gemini).
وفي الوقت نفسه، تتبع آبل إستراتيجية متوازنة في تطوير مساعدها سيري، فمن جهة، تسمح للمطورين بتعريف نوايا تطبيقاتهم لسيري لتعزيز قدراته، وذلك من خلال التركيز في مزية (نوايا التطبيق) App Intents، مما يسمح لسيري بفهم أعمق لما يريد المستخدمون تحقيقه. ولكنها من جهة أخرى، تحرص على الحفاظ على سيطرتها على منظومة تطبيقاتها وخدماتها الرقمية من خلال تطويرها وإدماج الذكاء الاصطناعي فيها.
ويكمن الهدف من وراء هذا التنافس في السيطرة على جزء أكبر من حياة المستخدمين الرقمية، إذ تسعى كل شركة إلى جعل مساعدها بمنزلة النقطة المركزية التي تتصل بها جميع خدماتها.