إنهم لا يسألون عن الأسباب بل يقفزون إلى النتائج

5 د للقراءة
5 د للقراءة
إنهم لا يسألون عن الأسباب بل يقفزون إلى النتائج

صراحة نيوز- بقلم / حاتم الكسواني

في المشهد الفلسطيني عمليات دهس وطعن وإطلاق نار على المحتل الصهيوني كلما اوغل هذا الصهيوني صدورهم .
وعادة لا يسأل المواطن الصهيوني الإسرائيلي عن أسباب مقارعة الفلسطينيين لهم منذ 67 عاما ، بل أنهم يقفزون عن الأسباب إلى السؤال عن تحقيق النتائج التلمودية لكيان الإحتلال التي يتمنونها .
و بشكل عام فإن مستجلبي كيان الإحتلال يعيشون حالة إنكار يتناسون فيها من أين استقدموا لإحتلال فلسطين والحلول مكان أهلها وهم يعرفون تماما بأن البلاد ليست بلادهم وأن الأرض ليست أرضهم وأنهم راحلون عنها آجلا أو عاجلا  .
ولا يختلف نتنياهو ”  كبيرهم الذي علمهم السحر  ” والذي يقطن في منزل مسروق من عائلة كنعان الفلسطينية في أفكاره وسلوكه عن سلوك ذلك المستوطن الذي ظهر في فيديو قبل أيام وهو يسرق سترة عن حبل غسيل بمنزل في  الخليل ويلبسها ويذهب بها وكأنه مالكها ترجمة  لتوجيهات حكومة الإحتلال اليمينية لرعاياها الذين لا يقلون يمينية عنها بأن الأرض وماعليها مباح لهم ولسرقاتهم وهو ما يفعله جيش الكيان في غزة والضفة الغربية الذين يسطون على ممتلكات المهجرين قسرا ، وعلى مدخراتهم النقدية ، وحلي نسائهم من الذهب والفضة ،  وعلى معدات منازلهم الكهربائية … وحتى اقل الممتلكات ثمنا كآلة جيتار او دراجة هوائية  … وغيرها .

إذن هم فئة بشرية سيئة التربية والخلق ، وبلا قيم أو ضوابط حيث السرقة مكون من مكونات شخصيتهم التي شكلها إرتباطهم بمقولاتهم التوراتية التي تفهمهم أنهم الجنس الأعلى بين أجناس بني البشر وما دونهم خادم لهم وهم يملكون كل ما لديه …ألم يقوم زوار دولة الإمارات منهم بسرقة مقتنيات الفنادق التي نزلوا بها ؟!

لكن الذي يحيرنا كيف أن الأمة تصمت صمت القبور عن كل هذا الهوان الذي يصيبها وهي ترقب  عملية الإبادة الجماعية التي تقترف ضد ابناء الشعب الفلسطيني واللبناني بصورة لا يشك الناظر إليها بأنه ينظر إلى لوحة تجريدية حيره أمر تفسير معناها بين معنى الخوف من مواجهة ذات المصير ، ومعنى الضلوع والمشاركة بما يجري تماما وكأننا نعيد قصة حصار قرطبة  وصمود سكانها  لاشهر عديدة جوعى عطشى دون مدد من إخوانهم أمراء الطوائف في اسبانيا آنذاك إلى أن إستسلمت قرطبة وانيب  الدون تليو ألفونسو لحكمها ،   فسأل  الفونسو أهلها لماذا صمدتم كل هذه المدة دون أن تستلموا فقالوا له كنا ننتظر المدد من إخواننا أمراء الطوائف فاجابهم : لقد كانوا معنا في حصاركم
نعم فبينما خرج الطلبة الأمريكيون وشعب أمريكا والشعوب الأوروبية إلى الساحات هاتفين بالحرية لفلسطين ، ووقف شجعان البرلمانات الأوروبية في وجه أكاذيب سفراء الكيان الصهيوني المحتل رافضين إدعائاتهم بانهم أصحاب الأرض والبلاد ومؤكدين لهم وقوفهم إلى جانب الحق الفلسطيني في مقاومتهم للكيان الصهيوني  كقوة إحتلال ،  إكتفت الأمة بدور المتفرج الذي لا يعنيه أمر كل مايجري بشكل سيندى له جبين التاريخ وستخجل منه أجيال أبناء الأمة .

وإن ظن العدو الصهيوني بأن أبناء فلسطين سيتركون بلادهم ويرحلون فكل الدنيا تعرف بأن ذلك لن يكون ، ويعرف كل من يقول بان غزة أصبحت بيئة غير صالحة للعيش بأن الفلسطينيين إعتادوا أن يعيشوا في الأماكن الصعبة والظروف الصعبة
فغزة والضفة بالنسبة لهم هي الوطن الوحيد الذي لا يمكن أن يستبدلوه أو يعتادوا على وطن غيره وأهل فلسطين سيكونوا اسعد بالعيش في خيام فيها على أن يعيشوا بخيام خارجها ، حيث لن ينتظرهم خارج وطنهم فلل ومساكن فارهة وحياة رغيده ، وحالهم في ذلك حال الشاعرة ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية، زوجة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان التي قالت عندما حنّت إلى موطنها الأول في البادية الذي لم تجعلها حياة الترف في قصور دمشق تنساه:

لبيت تخفق الأرياح فيه
أحب إليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقرّ عيني
أحب اليّ من لبس الشفوف

وأكل كسيرة في كسر بيتي
أحب إليّ من أكل الرغيف

وأصوات الرياح بكل فج
أحب إلى من نقر الدفوف

اما نحن وكل شرفاء العالم  فسوف نقوم بزيارة غزة واهلها وسنقيم في خيامها معهم ، وسندفع الغالي والنفيس لإعادة إعمارها وجعلها درة تاج مدن الوطن العربي .
غزة يكفيها شرف الصمود الأسطوري وستصبح قبلة مواطني العالم كما أصبحت ليننغراد لسنوات طوال .
أهل غزة سيقيمون عشرات معارض الهولوكوست التي ارتكبها الصهيوني لياتي كل مواطنو العالم إليها ،  وليسوء وجه الكيان الصهيوني بنظر شعوب العالم على مدى الأيام بوجودها .

ومهما كانت النتائج التي يرجوها مستجلبوا الكيان الصهيوني  فإن النتيجة الحقيقية لما سيجري ولما سيكون بأن الفلسطينيين لن يرحلوا وسيقاومون وجودهم بكل ما يتوفر لهم من أدوات إلى أن يرحلوا بعد أن يعرفوا الأسباب وإن لم يعرفوها …. فتلك عقيدة .

Share This Article