صراحة نيوز ـ وكالات ـ متابعة ملك سويدان
يصادف اليوم الذكرى الـ 107 لصدور وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917. وكان هذا الوعد بمثابة بداية أحداث عام 1948 المأساوية والكارثية، والتي أدت في النهاية إلى تهجير الشعب الفلسطيني، أصحاب الأرض والحقوق. كما أدى إلى حرمانهم من حقوقهم المشروعة وإقامة دولة الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي القائمة على سياسات الاستيطان الاستعماري والعدوان العسكري والتهجير القسري والتطهير العرقي ومصادرة الأراضي وتدمير الممتلكات وتهويد مدينة القدس الشريف.
تتزامن هذه الذكرى الأليمة مع الأزمات المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة، الذي يشهد تصاعدًا في أعمال القتل والإرهاب المنظم والتهجير والتدمير المتعمد للمباني السكنية والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة والبنية التحتية. وتشكل هذه الأفعال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
إن وعد بلفور يسلط الضوء على فشل المجتمع الدولي في القيام بواجباته وتحمل مسؤولياته في وضع حد لهذا العدوان العسكري الإسرائيلي، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإجبار إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على الانصياع لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
تُظهر العلاقات الصناعية العسكرية المتعمقة بين بريطانيا وإسرائيل أن وعد بلفور ليس مجرد وثيقة تاريخية، ولكنه في الواقع أول دليل على التزام بريطانيا بالتطهير العرقي للفلسطينيين. وهذا التزام تواصل بريطانيا الوفاء به من خلال تسليح النظام الإسرائيلي.
ما سبب تسمية وعد بلفور بهذا الاسم ؟
في خضم الحرب العالمية الأولى، أصدرت الحكومة البريطانية ضمن بيان رسمي ما عرف بوعد بلفور الذي أكدت من خلاله دعمها لفكرة تأسيس وطن قومي لليهود على أراضي فلسطين التي كانت بتلك الفترة ضمن المناطق التابعة للدولة العثمانية.
وتواجد هذا الوعد ضمن رسالة بتاريخ 2 نوفمبر 1917 وجهت من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور (Arthur Balfour) إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد (Lionel Walter Rothschild)، الذي مثل أبرز شخصيات المجتمع اليهودي البريطاني، بهدف نقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العظمى وإيرلندا.
وقبل وعد بلفور، سجلت فكرة إنشاء وطن لليهود بفلسطين دخولها للبرلمان البريطاني بشكل لافت للانتباه عن طريق النائب والسياسي اليهودي البريطاني هيربرت صمويل (Herbert Samuel) حيث مرر الأخير في خضم الحرب العالمية الأولى مذكرة على النواب والسياسيين البريطانيين حول فكرة إنشاء وطن لليهود. وقد ساهمت هذه المذكرة في خلق تعاطف مع مسألة اليهود والمنظمة الصهيونية ولعبت فيما بعد دوراً هاماً في بلورة وعد بلفور.
وجاء نص وعد بلفور كالتالي :
في 2 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد،
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح.
حتى تبقى الذاكرة حية نستذكر بكل مرارة وألم ذكرى وعد بلفور المشؤوم الذي لا يزال الفلسطينيون يعانون من نتائجه إلى يومنا هذا ، من دمار وقتل وتشرد .
هذا الوعد الذي أعطى فيه من لا يملك من لا يستحق .