صراحة نيوز – بقلم رئيسُ التحريرِ المسؤولُ مصطفى الريالات
تحلُّ اليومَ الذكرى السنويةُ لاستعادةِ الأردنِّ أراضي الباقورةِ والغمر، بقرارٍ من جلالةِ الملكِ عبدِ الله الثاني، أعلنَ معهُ إنهاءَ العملِ بملحقَي معاهدةِ السلامِ الخاصَّينِ بتلكَ الأراضي، قائلاً بصوتٍ وضميرٍ ووجدانِ أبناءِ شعبِهِ الواحدِ: «الباقورةُ والغمرُ أراضٍ أردنيَّةٌ وستبقى أردنيَّة، ونحنُ نمارسُ سيادتَنا بالكاملِ على أراضينا.»
لقد جاءَ القرارُ الملكيُّ ليُرسِّخَ إرادةَ الوطنِ السياسيةَ الحُرَّة، وليؤكِّدَ أنَّ سيادتَنا فوقَ كلِّ اعتبارٍ وهي مطلقةٌ على كلِّ شبرٍ في أرضِنا، ورسالةٌ واضحةٌ بأنَّ مصلحةَ الأردنِّ تتقدَّمُ على سِواها، ولا اعتباراتٍ لدى جلالةِ الملكِ أهمُّ من مصلحةِ وطنِهِ وشعبِهِ.
ولاقى القرارُ في نفوسِ الأردنيينَ أبلغَ معاني الفخرِ والمجدِ، وهم يقفونَ موحَّدينَ خلفَ قائدٍ حكيمٍ شجاعٍ، وجيشٍ وأجهزةٍ أمنيَّةٍ صلبةٍ، برهنتْ في تماسكِها قوَّةَ الدولةِ ومقدرةَ إرادتِها وأدواتِها الدبلوماسيَّةِ في التعاملِ معَ الملفَّاتِ والأزماتِ في مختلفِ الأوقاتِ، وأبلغِها ذروةً في التعقيدِ والتصعيدِ، لتكونَ إرادةُ الأردنِّ أقوى وأصلبَ ممَّا يظنُّ البعضُ ويتوهَّمُ.
إنَّ ذكرى القرارِ الوطنيِّ السياديِّ وفي سموِّ معانيها، تزيدُ من صلابةِ وتماسكِ جبهتِنا الداخليَّة، وتجعلُنا أكثرَ إيماناً بتاريخِ الأردنِّ وتضحياتِ قيادتِهِ وشعبِهِ وجيشِهِ وإرثِهِم العظيمِ، وهي ذكرى تُبرهنُ أنَّ الأردنَّ الذي حاربَ وقدَّمَ قوافلَ الشهداءِ دفاعاً عن ترابِهِ وعن كرامةِ أمتِهِ في فلسطينَ وقتَ الحروبِ والمواجهاتِ، قادرٌ في الوقتِ ذاتهِ على استعادةِ حقوقِهِ في المفاوضاتِ.
هذا هو الأردنُّ الصامدُ القويُّ، يُبرهنُ دوماً أنَّهُ وطنٌ كاملُ الإرادةِ والسيادةِ، يقودُهُ بثقةٍ وعزمٍ واقتدارٍ، جلالةُ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني، صوتُ الحكمةِ والعقلِ والمعبِّرِ دوماً في مختلفِ المحافلِ عن حقوقِ وكرامةِ وإرادةِ الشعوبِ، في وجهِ كلِّ أصواتِ الخرابِ والدمارِ، مُعلِياً من قيمِ الإنسانيَّةِ والمحبَّةِ والسلامِ في مواجهةِ آلةِ الحربِ والباطلِ الذي ما زالَ يصمُّ آذانَهُ عن صوتِ الصوابِ، ويُحاولُ عبثاً حجبَ نورِ الحقِّ.
خلاصةُ القولِ، إنَّ ذكرى استعادةِ أراضي الغمرِ والباقورةِ تُبعثُ في نفوسِ الأردنيينَ معانيَ الفخرِ، فهي تُعبّرُ عن الانتصارِ للإرادةِ السياسيةِ الأردنيَّة التي يُمثلُها جلالةُ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني، ليكونَ كلُّ شبرٍ من أرضِنا الطاهرةِ وعلى الدوامِ خاضعاً لقَوانينا وسِيادتِنا، وأنَّ أموالَ الدنيا كلَّها لا تساوي عندَ سيِّدِ البلادِ وشعبِهِ الوفيِّ وجيشِهِ المغوارِ، ذرَّةَ ترابٍ واحدةً من أرضِ الأردنِّ العَظيمِ.