مستقبل صناعة السياحة وموقع الأردن الجغرافي

3 د للقراءة
3 د للقراءة
مستقبل صناعة السياحة وموقع الأردن الجغرافي

صراحة نيوز ـ نضال المجالي

خلال نقاش عائلي على طاولة الغداء وحديثي حول حالة التراجع الكبيرة التي يعيشها قطاع السياحة في الأردن، مقارنة مع ما سبق من قفزات او طفرات استثنائية لنمو غير مستدام بحكم موقعنا وسط محيط ملتهب، استقبلت من ابنتي الغالية أرين سؤالا مباشرا تقول: «لماذا يتم دائما في كل اجتماع او محاضرة او حصة مدرسية او مؤتمر لتسويق الأردن بدء الحديث بعبارة « يتميز الأردن بموقعه الجغرافي»، ولا ارى خلال السنوات الماضية سوى ان موقعه الجغرافي كان من ابرز المخاطر التي تواجهه او سببا في تراجع مؤشرات النمو او الاستقطاب اليه؟ وهل هناك عبارة اخرى يمكن ان نبدأ بها افتتاح الحديث تسويقا غير تلك العبارة؟ وهل يمكن ان نبدأ التعريف من جديد «بأن الأردن يمتاز بوعي الادارة ووضوح الرؤية وسلاسة الخدمات الحكومية» ونكون فعلا كذلك؟ وهل حديثك الدائم عن الامن والامان وكأن المسافر الى اوروبا او الى شرم الشيخ يتم استقباله «بالحجارة» وأردنيا يتم استقباله «بالورود»؟ طبعا لم أستطع الرد على الاسئلة، فكان سكوتي هو اقرار بما ذهبت اليه من تفكير تعلمي واع، تاركا لكل قارئ ان يجيب على هذه الاسئلة من جانب اقتصادي وتنموي وسياحي او حتى جيوسياسي.

ممثلة عن القطاع تقرر المصير؟ وهل لا يوجد الا البتراء أردنيا في جعبتنا للتسويق وبث الصور؟ وهل هناك من يضع المثلث الذهبي ضمن اولوياته للتسويق وتقدم خطوة حقيقية في شركة متخصصة لتسويقه؟ واين وصلنا في شركة طيران منخفض التكاليف تخدم الوصول الى الأردن؟ وهل نعمل فقط لإضافة مواقع لملف اليونسكو وينتهي عندها العمل؟ وهل سنستمر بالتغني بتسجيل المنسف على لائحة التراث الثقافي الحي لليونسكو وثمن كيلو اللحم أردنيا صعب المنال على اصحاب المنسف؟ وهل ستبقى السياحة والمواقع الأكثر جذبا رهينة غضب ورغبات مجتمعات محددة قريبة من تلك المواقع السياحية؟ وهل الجميع فهي العصب الاول للاستقطاب، نحتاج لإعادة صياغة دورنا وشراكاتنا ضمن الموقع الجغرافي للأردن لنقنع الآخرين بأهمية موقعنا، نحتاج انفتاحا وتسهيلات قائمة على العلاقات الدبلوماسية لسفرائنا، نحتاج للوعي بالعلاقة مع الدول المجاورة وتعزيزها لاستكمال جولة السائح الذي استقطبوه هم وليس نحن، فهي اساس ما يمكن تسميته موقعا جغرافيا مهما لخدمة هذا القطاع، ولنعلم ان تجديد صناعة السياحة والخروج من قاع التكرار المظلم لأفكارنا يبدأ من خلال إعادة تشكيل المشهد السياحي وشخوص ادارته العامة، وإعادة رفع القيود عن محركات النمو، وامتلاك سياسة المنعة لا الفزعة عند المخاطر، وتجاوز الخلافات مع الحدود، واناطة الامر والمشورة لأهل القطاع من المستثمرين الحقيقيين في نجاح مستقبله.

Share This Article