الذكرى الـ 89 لميلاد المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال

6 د للقراءة
6 د للقراءة
الذكرى الـ 89 لميلاد المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال

صراحة نيوز ـ يُحيي أبناء وبنات الأسرة الأردنية الواحدة، الاثنين، الرابع عشر من تشرين الثاني، الذكرى الـ 89 لميلاد جلالة المغفور له بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، باني نهضة الأردن الحديث.

وإذ يستذكر الأردنيون في يوم ميلاد الملك الباني، مسيرة حياة حافلة بالعطاء والإنجاز، خاضها المغفور له الملك الحسين بن طلال، إلى جانب أبناء شعبه، في خدمة الوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية على مدى سبعة وأربعين عاما، فإنهم يتطلعون بفخر وأمل إلى إنجازات عهد الملك المعزز عبدالله الثاني، الذي سار على نهج آبائه وأجداده من بني هاشم، في استكمال مسيرة التنمية والتطوير بالمجالات كافّة.

والمغفور له الحسين بن طلال، هو الحفيد الأربعون للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم- وسليل الأسرة العربية الهاشمية التي امتدت تضحياتها عبر القرون.

ووُلد الراحل الكبير في الرابع عشر من تشرين الثاني عام 1935 في عمان، وتربّى في كنف والديه طيب الله ثراهما جلالة الملك طلال وجلالة الملكة زين الشرف، وجدّه المغفور له بإذن الله جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين.

وأكمل الملك الحسين تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان، ثم التحق بكلية فكتوريا في الإسكندرية، وفي العام 1951 التحق بكلية هارو بإنجلترا، ثم تلقى بعد ذلك تعليمه العسكري بالأكاديمية الملكية العسكرية في ساند هيرست في إنجلترا وتخرج منها العام 1953.

ونودي بالحسين، طيب الله ثراه، ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية في الحادي عشر من شهر آب العام 1952، وتسلم سلطاته الدستورية يوم الثاني من أيار العام 1953.

ومنذ أن تسلّم الملك الحسين سلطاته الدستورية، وهو يتطلع إلى خدمة الشعب الأردني ورفع مكانة الوطن وإعلاء شأنه، فبدأ بخطوات جريئة وشجاعة استهلها بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني في الأول من آذار العام 1956 وتسليم قيادته للضباط الأردنيين الأكفياء، ومن ثم إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية في آذار 1957.

كما أولى جلالته القوات المسلحة الاهتمام الخاص لتطويرها وتحديثها، لتكون قوات تتميز بالاحتراف والانضباطية.

وكان بناء الأردن الحديث وإرساء دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية هاجس الملك الحسين.

وفي الشأن القومي، كان حضور جلالته في مختلف القمم العربية والعالمية حضوراً متميزاً، ويسجل لجلالته أنه أول قائد لبى أول نداء لعقد أول قمة عربية العام 1964، ويسجّل للأردن عدم تخلّفه عن حضور أي مؤتمر قمة عربي منذ ذلك الحين، ومشاركته باجتماعات جامعة الدول العربية بالكامل، وفي اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات العربية على مختلف المستويات.

وناضل الحسين، طيب الله ثراه، من أجل القضية الفلسطينية في زمن الحرب وفي زمن السلام، السلام العادل والشامل الذي ظل يدعو إليه طوال سني عمره وكان يراه السبيل الأوحد لفضّ النزاع في الشرق الأوسط.
وفي الحادي والعشرين من آذار العام 1968 خاض الجيش العربي الأردني، بقيادة الملك الحسين، معركة الكرامة، وتمكن من دحر القوات الإسرائيلية الغازية، وحقق الجيش العربي الأردني نصراً واضحاً بفضل قيادة جلالته وصمود الجنود الأردنيين.

وفي مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الرباط في المغرب عام 1974 وافق الملك الحسين، رحمه الله، مع القادة العرب على الإعلان الصادر عن القمة بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وقام الراحل الكبير في العام 1991 بدور رئيس في عقد مؤتمر مدريد للسلام من خلال توفير مظلة للفلسطينيين للتفاوض حول مستقبلهم من خلال وفد أردني فلسطيني مشترك، وبعد نحو عامين وفي الثالث عشر من أيلول 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل إعلان مبادئ (أوسلو 1) حددتا فيه أطر التفاوض معا، ومهد ذلك الطريق أمام الأردن للسير في مسار التفاوض الخاص به مع إسرائيل، وقد تم توقيع إعلان واشنطن في الخامس والعشرين من تموز 1994 الذي أنهى رسمياً حالة الحرب بين الأردن وإسرائيل والتي استمرت زهاء 46 عاماً.

وتمكّن الأردن في عهد الملك الحسين، من إقامة شبكة من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع عدد كبير من دول العالم.

وفي السابع من شباط عام 1999 كان الأردن في وداع الحسين الباني، وسط حشد من قادة العالم في جنازة وصفت بأنها “جنازة العصر” وكان ذلك الحضور دليلاً على مكانة الحسين بين دول العالم كافة، ومكانة الأردن واحترام الشعوب والقادة له ولقائده.

العناني يكتب: الحسين في ذكرى مولده 89
حلو لبعض المؤرخين أن يطرحوا فرضيات مغايرةً للحدث التاريخي ليروا التاريخ من منظور مختلف.

واجدني اتساءل: ماذا لو عاش الملك الحسين عشر سنوات إضافية، فكيف سيكون حال الاردن، واقتصاده، ومنظومة أمنه، وتشكيل حكوماته، وبالرغم من كل الانجازات التي حققها في حياته، وطيلة عهده الممتد بين العامين 1952 وحتى 1999، فإن إنجازاته تتجلى في أن سبطه ووريث عرشه الهاشمي قد ابدع وحقق إنجازات كبيرة..

ومن متابعتي لنشاطات وفعاليات صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، فإن روح الحسين باقية، وعهدته الهاشمية تسير بخطى ثابته رغم التحديات.

وقد ترك الحسين العظيم لنا إرثا من الاقوال والاقتباسات التي يعتد بها، وقد قال عن الشعب الأردني “إني أحب هذا الشعب حبا عظيما، فلولاه لما كنت شيئا مذكورا”. وعن الأردن له اقتباس مكتوب بالانجليزية واترجمه كما يلي “يتمتع الاردن بجمال ساحر آسر عجيب، ويكشف مكنوناً لا نهائياً فأرضه مليئة بآثار امبرطوريات كانت عظيمة ذات يوم، فكأن الأردن قد اضحى الملجأ الاخير للأمس الضارب في عمق الزمن ولمعالم الغد الممتد. إنني أحب كل بوصة من ثراه”.

وعندما يجيش به الحنين للوحدة العربية، وتثور في اعماقه مسؤولية حمل إرث النهضة وثورتها المباركة يقول “الحقيقة أن الأردن هي فلسطين، وفلسطين هي الأردن”. وعندما يذهب لخوض معركة وهو في حالٍ وصفها الشاعر أحمد شوقي في مدحه لجد الحسين الأعظم الرسول محمد بن عبدالله في بيت شعر من قصيدة “ولد الهدى”

الحرب في حق لديك شريعة…. ومن السموم الناقعات دواء

Share This Article